Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
الشاي...والشاي الآخر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: الشاي...والشاي الآخر

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    أديب / مترجم الصورة الرمزية مبارك مجذوب المبارك
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    432
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الشاي...والشاي الآخر

    الشاي والشاي الآخر
    - سيداتي، آنساتي، سادتي، نحييكم و نرحب بكم اليوم في برنامج (الشاي والشاي الآخر) ونستضيف في هذه الحلقة من البرنامج ضيفتنا في الأستوديو الدكتورة نن سينسي ممثلة الهيئة الدولية لحقوق الحيوان، وقد رفضت الدكتورة نن تناول الشاي بالحليب المقدم منا مفضلة أن يكون شايها سادة، وهذا احتجاجا منها على سوء معاملة الماشية في الدول العربية، وهي تقول أنها ترفض وبشدة المساواة بين المواشي والمواطنين في المعاملة، وتطالب بمستقبل أفضل للماشية.
    أما الشاي الآخر فسيتناوله معنا عبر المحيط من دندن الأستاذ طرطور أبو حنطور ممثل منظمة الغفوة الدولية لما وراء البحار، وهو شاي بالحليب لأن الرجل وحسبما علمت منه ذو أصل عربي وقد أفاد أنه لا يحب الحليب وحسب بل ومصادره، مرحبا بك يا أستاذ طرطور.
    جاءت لقطة سريعة من الكاميرا للأستاذ طرطور وقد احتل شاربه الكث مساحة واسعة من الكادر وغطى على أجزاء كبيرة من الساعة الشهيرة الظاهرة خلفه في الأستوديو، وقام طرطور ببرم شاربه أمام الكاميرا تأكيدا منه على ولائه للعروبة.
    واصل المذيع تقديم ضيوفه فقال:
    - ومعنا من لفاليف عاصمة الكيان الصغنوني الدكتور نصابوفسكي الصحفي بجريدة حا- أرفس، مرحبا بك يا مستر نصاب وستحل ضيفا كريما على شاشتنا، لكن قبل أن نبدأ البرنامج سنعرض لكم الشريط الذي سيكون محور الحوار، وسيتم هذا بعد الفاصل، ابقوا معنا.
    (هل تريد تغيير هاتفك النقال؟ إذن أليك هذا، تلقى الفتاة الجميلة بهاتف نقال حديث إلى المشاهدين، لكن المشاهد لا يستلم إلا صوت شووووو الصادر من الجهاز وهو يشق الهواء، وسرعان ما تأتي ابتسامة ملائكية من الفتاة تبدد خيبة أمل المشاهد، ثم يجئ صوتها في همس وهي تقول: المشاهد العربي تكفيه ابتسامة، أجهزتنا نمنحها لك مجانا) أنتهي الفاصل
    - مرحبا بكم مرة أخرى.
    قبل أن يواصل المذيع التقديم فوجئ بأن ضيوفه الثلاثة قد استلموا فعلا هواتف نقالة من النوع المبتسم ولا يدري كيف وصلتهم، وقد انهمك ثلاثتهم في تشغيلها ونسوا أمر الشريط، مما حدا بالمذيع إلى قول يا أخ ويا أخت عدة مرات دون جدوى، ولما لم يعره أحد انتباها توجه للمشاهدين بالقول:
    - هذا الشريط الذي ستشاهدونه الآن احدث ضجة كبرى، وقد تم تهريبه بصعوبة بالغة، الآن أليكم الشريط
    ( ظهر ثلاثة أطفال وهم يتناوبون رجم الجنود بالحجارة ولعدة دقائق، بدأ الجنود في إطلاق قنابل مسيلة للدموع، تواري الأطفال وراء الجدران لبرهة ثم عادوا مرة أخرى لقذف الحجارة، اندفع جندي ومعه كلب ضخم تجاههم، جري الكلب وراء طفل منهم وصرعه، دارت معركة سيطر فيها الكلب على الطفل وجثم فوقه، قام الكلب برفع رجله ثم تبول على وجه الطفل، التقط الطفل ذيل الكلب ووضعه في فمه ثم قضمه قضمة هائلة فصرخ الكلب وركض والدماء تنزف من ذيله المقطوع ، أخرج الطفل ذيل الكلب من فمه، وانتابته موجه من القيء، هرع الأطفال لنجدة زميلهم وسحبه من المكان، انطلقت عدة رصاصات صرعت أثنين منهم وأصابت الثالث الذي قضم ذيل الكلب في عموده الفقرة فسقط على الأرض مسببة له شللا دائما )
    كانت الدكتورة أول من أنهى تشغيل الهاتف الجديد لذا توجه إليها المذيع بالسؤال:
    - ما هو رأيك في ما شاهدتيه... هذا إن كنت قد شاهدتي شيئا ؟
    - لا داعي لمشاهدة كل شيء، حقيقة أن هذا المنظر كان مروعا ولن يكون بمقدوري النوم الليلة، أنني لم أشاهد في حياتي همجية مثل هذه ولم يدر بخاطري أبدا أن هناك توحش مثل هذا في عالمنا، إنها فعلا مأساة مروعة ولا بد للمنظمات الدولية وللعالم المتحضر كله أن يقف وقفة واحدة وحازمة تجاه هذا التعطش للدماء، ما شاهدته هو جريمة نكراء بكل المقاييس..
    - قاطعها المذيع وهو يتلاعب بطرف ربطة عنقه:
    - انا أتفهم مشاعرك وصدمتك وتعاطفك القلبي مع هؤلاء الصبية ولكن نريد أن تحدثينا عن...
    لكن الدكتورة قاطعته بالقول:
    - انا لا أتحدث يا أستاذ عن الصبية..أنا أتحدث عن الكلب!
    - What؟
    قالها المذيع بصوت مبحوح وبنبرة عالية جدا أفزعت ضيفته، وأمتد تأثيرها إلى الكاميرات فاهتزت قليلا، مما أضطر المخرج إلى التلويح له بقبضة يده عدة مرات، ولما لم يجدي ذلك نفعا في جذب انتباه المذيع أخرج المخرج ورقة دولار خضراء من جيبه على وجه السرعة علمته خبرته أن يحتفظ بها لهذه المواقف المحرجة، وأشهرها في وجه المذيع كما يشهر الحكم كرتا اصفرا في وجه لاعب، كان للورقة الخضراء مفعول السحر، فسرعان ما اجتذبت أعين المذيع، لذا عاد المذيع إلى رشده في ثوان معدودة وتذكر أنه مذيع محترم متحضر ومن المؤمنين بضرورة بقاء الدولار كعملة دولية، اضطر المذيع إلى إعادة برمجة حنجرته و قام باختبارها بعد البرمجة بنحنحة خفيفة ثم أشار إلى الدكتورة بمواصلة الحديث
    قالت الدكتورة :
    - هل يرضيك أن يعود كلبك إلى المنزل ببقايا ذيل أصبح في طوله مثل عظم العصعص الموجود في مؤخرة الإنسان؟ أن عصعصي يؤلمني كلما خطرت بذهني هذه الحادثة، بل أعتقد أن أي إنسان متحضر سيعاني من هذا الألم في هذه المنطقة بالذات هل تشاطرني هذه المعاناة وهل يرضيك هذا ؟؟
    سالت دموع الدكتورة أنهارا بعد هذه الكلمات وأخرجت منديلا من حقيبتها وأخذت في تجفيف دمعها، أضطر المذيع إلى تفحص عصعصه وأرسل آهة متوجعة لا تقل في لحنها عن آهات فنانات الفيديوكليب ليبرهن للدكتورة أنه يشاطرها معاناتها، ثم قام باختبار حنجرته مرة أخرى وقال بصوت أجش:
    - طبعا نعم.. اقصد طبعا لا، لا يرضيني ما حدث إنه أمر محزن، محزن جدا
    ولتبديد جو الحزن وإضفاء طابع من المرح على الموقف توجه المذيع إلى الأستاذ طرطور طالبا منه أن يتناول رشفة من الشاي ليختبر جودة الحليب، لكنه وجد الأستاذ طرطور هو الآخر في حالة شديدة من الحزن وقد سالت دموعه وانخرط في البكاء، وفجأة شق نحيبا عاليا أجواء القناة فإذا به صادر من الضيف في لفاليف و تحول جو الأستوديو إلى مأتم فاضطر المذيع إلى القول:
    - سنواصل بعد الفاصل ابقوا معنا
    (جاءت نفس الفتاة التي ظهرت في الفاصل السابق وهي تحمل قطا في يدها، ثم أعطته الهاتف النقال ليتحدث مع كلب كثيف الشعر، وقاما بتبادل التحيات القلبية ثم جاء صوت قبلة من فم الكلب موجهة نحو القطة، قالت الفتاة بصوت هامس: هواتفنا تتحدث بكل اللغات من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب)
    أعجب هذا الفاصل الدكتورة فتوقفت عن البكاء وقد أعجبها بالتحديد القبلة التي أرسلها الكلب للقطة عبر الهاتف، أنتهز المذيع فرصة الهدوء فتوجه بالسؤال لضيفه في لفاليف:
    - ما هو تعليقكم يا سيد نصابوفسكي على ما شاهدتموه؟
    قال مستر نصاب:
    - تقصد القبلة؟
    - لا... أقصد الشريط
    أجاب السيد نصاب
    - أولا أنا عاتب عليكم .. لماذا وصفتمونا بالكيان الصغنوني؟
    قال المذيع محتدا:
    - أفعالكم تجعلكم من مستحقي التصغير
    ما أن خرجت هذه الكلمات من شفتيه حتى لوح المخرج له بالكارت الأخضر عدة مرات، لذا قال المذيع بسرعة:
    - يا سيد نصابوفسكي، كما تعلم أن التصعير باب من أبواب قواعد اللغة العربية والتصغير الذي قصدته هو التصغير للتدليل، فنحن نقول (يا صغنن) ألا تتفق معي أن الدلال شيء طيب؟؟
    غمغم السيد نصاب وقال وهو يتلاعب بالهاتف الجديد:
    - نحن مدللون غصبا عنك وعن الذين خلفوك
    تظاهر المذيع بأنه لم يسمع شيئا وقال:
    - يبدو أن هناك رداءة في الصوت من المصدر، سيد نصاب هل تسمعني؟
    - نعم أسمعك.
    - ما هو تعليقك على ما حدث؟
    - سأقدم لمشاهدكم العربي الكريم معلومات مهمة عن الضحية كلبنا العزيز، هذا الكلب ليس كلبا عاديا بل برتبة عميد، وكان من المفروض أن يتزوج صديقته وهي برتبة نقيب، وأعتقد أن هذا الحادث سيدمر حياتهما الزوجية وهناك شائعات تلوكها الألسن هنا في لفاليف أن الآنسة ربما تصرف النظر عن هذه الزيجة، فهي لن ترتبط بزوج مقطوع الذيل ولو كان بطلا، نحن وكلابنا نعيش حياتنا مرة واحدة فقط، ولو حدث و فسخت الخطوبة من جانبها فإن هذا سيضيف مأساة جديدة لمآسي كلبنا، لكن هناك فرصة ذهبية لإنقاذ حياته العاطفية وهي أن نسرع في تركيب ذيل اصصناعي له، هذه هي المهمة التي سنحشد كافة طاقات الأسرة الدولية لإنجازها، ولعلم السادة المشاهدين فان الكلب ظل في حالة اكتئاب مستمرة وحتى بعد ترفيعه لرتبة لواء.
    - نشكرك يا سيد نصاب على هذه المعلومات ولكن نريدك أن تحدثنا عن تقييمك لما حدث!
    - - ما حدث كما أفادت الدكتورة هو قمة الهمجية، لأن العميد لم يعتدي على الطفل بل كان يحاول السيطرة عليه حتى لا يلقى بالحجارة.
    - - لكن العميد وكما رأينا في الشريط استفز الطفل بالتبول عليه؟
    - التبول جزء من التدريب الروتيني الذي تتلقاه الكلاب، لقد كان من حسن حظ الولد المخرب، و يجب عليه أن يشكر هذا الحظ، أن من تبول عليه يحمل رتبة عميد وليس رتبة جندي
    لم يبدو على المذيع الاقتناع بتمييز الدكتور نصاب بين البولين، لكن جاءته إشارة من المخرج طالبة منه مواصلة الحوار مع الضيف، لأن الدكتورة في الأستوديو ما تزال مضطربة رغم أن منظر القبلة قد ساعد إلى حد ما في تهدئة مشاعرها، كما أن الأستاذ طرطور قد غادر مقعده لإحضار صندوق المناديل الورقية.
    قال المذيع:
    - وما هو الفرق يا دكتور نصاب بين بول العميد وبول الجندي؟
    - هناك فرق.. ما يتناوله العميد من طعام وشراب قطعا يختلف عن ما يتناوله الجندي، مدخلات العميد أغلى سعرا وبالتالي فان مخرجاته يجب أن تكون غالية أيضا، نحن لسنا مثلكم أيها العرب حيث أنكم تساوون بين بعر الناقة التي تباع بملايين الدولارات و بعر الناقة التي لا يتعدى سعرها ألف دولار، (كله عند العرب بعر)، ولكن حساباتنا تقول أنهما مختلفان جودة وسعرا، وشتان بين بول وبول وبعر وبعر، وكما يعلم حضرتكم والسادة المشاهدون أن حسابانتا دقيقة، هذا أمر اشتهرنا به بينما تحتاجون أنتم إلى قرون من الزمن للحاق بنا في هذا المضمار.
    كان السيد طرطور قد عاد إلى مقعده، فوجدها المذيع فرصة للتحول من أحاديث البول والبعر لمناقشة موضوع الحلقة مع ضيفه من دن دن:
    - أستاذ طرطور، نشكر لك هذه المشاعر الجياشة ولكن ما هو تقييم منظمة الغفوة الدولية لإحداث الشريط؟
    - من الواضح جدا أنه قد حدث انتهاك صريح لحقوق الحيوان وقد انتهى هذا الانتهاك بمأساة لا يقبلها العالم المتحضر، لقد كان هذا الاعتداء وصمة عار في جبين البشرية.
    رن الهاتف الجديد للأستاذ طرطور فألقى نظرة سريعة عليه ثم عاد للبكاء مرة أخرى، لذا وجد المذيع أنه من الأفضل أن يعود للدكتورة لمواصلة الحديث, قال المذيع:
    - دكتورة، الذيل سيتم إعادة زرعه في جسم الكلب، أو سيجري تركيب ذيل أصطناعي له، وقد تم جمع ملايين الدولارات لهذه العملية، ولكن يا دكتورة ما قولك في الكرسي المتحرك الذي سيقضي عليه الطفل بقية حياته والذي لا يزيد سعره عن مائتين أو ثلاثمائة دولار لماذا لم يجد حتى الآن من يتبرع به؟
    - - هذا أخبار مؤسفة، لكن الأخبار الطيبة والسارة هي التقدم الكبير في تبرعات عملية ذيل الكلب، لقد كان تجاوب المجتمع الدولي رائعا ووقفتهم كانت مشهودة، لقد جمعت حملة (أنقذوا ذيل الكلب Save the tail) مبلغا أكثر وبكثير مما جمع لإنقاذ آثار النوبة وأبوسمبل، وزاد من سرورنا الاتصال الهاتفي الذي تلقيناه من أحد زعمائكم طالبا الاطمئنان على صحة الكلب، كما قام زعيم آخر بإرسال قافلة طبية مكونة من جراحين و بياطرة وممرضات للمساعدة في حملة الإنقاذ ، هذه مؤشرات طيبة تدل على أن شمس الحضارة قد بدأت تشرق في بلادكم.
    - سيدتي أعود وأسألك عن تأخر موضوع الكرسي المتحرك؟
    - يرى المجتمع الدولي أنه من الأفضل أن يظل هذا الولد غير قادر على الحركة ويجب أن تعلموا أن هناك تحفظا على موضوع الكرسي المتحرك من قبل مجلس الأمن، ففي اجتماع المجلس الأخير تحفظ مندوبو بعض الدول على هذا الموضوع و سألوا سؤالا منطقيا هو: كيف يضمن المجتمع الدولي أن هذا الولد المخرب المولع بقضم ذيول الكلاب لن يقوم بقضم ذيل كلب آخر إن منحناه حرية الحركة؟؟
    قال المذيع :
    - هل عبارة قضم ذيل كلب آخر التي ذكرتيها تشمل كلابنا ؟؟
    ما أن نطق المذيع بالجملة الأخيرة حتى سمع جلبة وضجيجا وحين رفع بصره مستطلعا وجد أن المخرج قد خر مغشيا عليه، ثم بعد برهة قصيرة سمع صوت سيارات الإسعاف وهي في طريقها للمحطة التلفزيونية

    التعديل الأخير تم بواسطة مبارك مجذوب المبارك ; 17/10/2009 الساعة 10:09 PM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •