ابن العلقمي ماذا فعل وما هويته ومن هو أصلا ؟؟؟ سأحاول الاجابة عن هذا السؤال عبر السطور التالية :
(*** ابن العلقمي *** ) بقلمي وقلم ابن كثير البصروي الحوراني الدمشقي
ابن العلقمى شخصية مهزوزة تجسد الخيانة وممالأة أعداء الأمة على مر العصور ، وقد كتب المؤرخون عن جريمته وما الحق بالامة صفحات سوداء ..
انه (( محمد بن أحمد مؤيد الدين الأسدي البغدادي)) المعروف بابن العلقمي – وزير الخليفة العباسي المستعصم . وهو الذي اشتغل في صباه بالأدب ، وارتقى في الحكم حتى نال رتبة الوزارة ( سنة 642 هـ ) وظل فيها لمدة ( أربع عشرة سـنة) ، حيث وثق فيه الخليفة فألقى إليه زمام أموره ، وكان حازماً خبيراً بسياسة الملك . لكن ابن العلقمى خان الأمانة وتسبب في زوال الخلافة العباسية وهلاك الأمة لتحالفه مع التتار الأعداء طمعاً في الملك ورغبة في القضاء على أهل السنة الذين يخالفونه المذهب لأنه كان متعصباً للمذهب الشيعي الذي ينتمي إليه والمعروف عند اهل السنة بالرفض.
وكم نتمنى صادقين ان يمحى الخلاف بين الفريقين ويحل الوئام والسلام الاجتماعي بينهما !
ذكر الحافظ ابن كثير في كتابه التاريخي المشهور ( البداية والنهاية ) قصة سقوط بغداد على النحو التالي :( وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة ، لا يبلغون عشرة آلاف فارس ، وهم بقية الجيش ، كلهم قد صرفوا عن أقطاعاتهم حتى استعصى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد ، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله وذلك كله من آراء الوزير ابن العلقمى الرافضي ، وذلك أنه لما كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضية حتى نهبت دور قرابات الوزير ، فاشتد حنقه على ذلك ، فكان هذا مما أهاجه على أن دبر على الإسلام وأهله ما دفع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد ، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه فاجتمع بالسلطان "هولاكو خان" لعنه الله ، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة ، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان ، فلما اقتربوا من منزل السلطان "هولاكو خان" حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفساً ، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين ، وأنزل الباقون من مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم ... الى قوله : واحضر الخليفة بين يدي "هولاكو" فسأله عن أشياء كثيرة ... وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا تصالح الخليفة ، وقال الوزير متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا الا عاما أو عامين ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه قبل ذلك ، وحسّـنوا له قتل الخليفة )البداية والنهاية 13 / 201 ، وبالطبع قتله ونكل به وبأركان الدولة العباسية ولم يستثن الا العملاء ..
مذابح وفواجع بغداد :
أما المذابح التي ارتكبها التتار عقب مصرع الخليفة وسقوط مدينة السلام بغداد ومطاردة المسلمين الآمنين من اهل الســنّـة وتجويعهم فيقول عنها العلامة المؤرخ المحدث ابن كثير رحمه الله:( فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فقتلوه رفساً .. وقيل بل خنق ويقال بل أغرق .. وقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش( وهي المراحيض )، الى ان يقول : ، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أماناً ، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم ، وعادت بغداد بعد أن كانت أنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس ، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة " .........
البداية والنهاية" 13 / 201 – 202
صورة اخرى من تآمره :
وأشار ابن كثير رحمه الله تعالى إلى دور ابن العلقمي في تقليل عدد الجيش قبل هذه الحادثة وأعداد القتلى من المسلمين فقال : ( وكان الوزير ابن العلقمى قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان ، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل ، منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر ، فلم يزل يجتهد في تقليلهم على أن لم يبق سوى عشرة آلاف ، ثم كاتب التتر وأطمعهم في أخذ البلاد ، وسهل عليهم ذلك ... وحكى لهم حقيقة الحال ، وكشف لهم ضعف الرجال ، وذلك كله طمعاً منه أن يزيل السنة بالكلية ، وأن يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميين ، وأن يبيد العلماء والمفتيين ، والله غالب على أمره .. وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة فقيل ثمانمائة ألف ، وقيل ألف ألف وثمانمائة ، وقيل بلغت القتلى ألفى ألف نفساً ) ......
البداية والنهاية 13 / 202
النهاية :
أما نهاية الوزير ابن العلقمى الذي مات سنة 657 هـ فقيل انه تعرض للإهانة على يد التتار ، وهكذا يفعل العتاولة الطواغيت دائما مع عملائهم بعد استنفاد المنافع منهم ، وقيل ندم على خيانته ومات غماً وغيظاً وسخر منه الناس وطاردوه وهجاه بعض الشعراء فقال فيه :
يا فرقة الإسلام نوحوا واندبوا = أسفاً على ما حل بالمستعصمواختم : كم من علقمي في عصرنا !! ليس في العراق وحده بله في كل مكان !!!
دست الوزارة كان قبل زمانه = لابن الفرات فصار لابن العلقمي
ألا يفكر اولئك الموتورون بالنهاية التي آل اليها سلفهم الخائب ؟؟!
المفضلات