لست من الذين يهوون الدخول في مهاترات ونقاشات عقيمة، أو التحايل على المواقف، ولا أتداخل - في العادة - في المواضيع التي تثير مشاعر الآخرين، وربما تسيء - من غير قصد، أو بقصد - إلى جهات بعينها، أو دول بذاتها. وقد سبق وقلت في أكثر من مناسبة: إن هذه الجمعية عنوان ثقافي حضاري، هدفه الرقي بالذوق العام، ورفادة المكتبة العربية بجديد الفكر والعلم والثقافة.
ولأن النقاشات التي أُثيرت مؤخرًا حول سوريا ليس مكانها هذه البيئة الثقافية، أو على الأقل ليست واتا هي المسؤولة عن تقويم الدول والأنظمة، ولأن هناك من يرى في سوريا - وأنا منهم - دولة مواجهة، وممانعة، ويجب ألا يتم التعرض إليها بمثل هذه الهجمة المبالغ فيها، بينما يرى فريق عكس ذلك، وهو حر فيما يرى، ولأن المرحلة تقتضي بعض المواجهة مع الذات، فإننا، وانطلاقًا من مراجعة المواقف والقضايا، التي لا بد منها في مسيرة أية مؤسسة، رأينا أن نغيّب مثل هذه الموضوعات عن المنتديات العامة، ثم نتدارس آثارها سلبًا، وإيجابًا على الجمعية وأعضائها، آملين من الأخوات والإخوة تفهّم الخطوة، ومباركتها، لنتفرغ إلى تشكيل قيادة عامة للجمعية، تتولى بنفسها النظر في مثل هذه القضايا، فتجيزها، أو تحجبها، وتتفرغ للبناء الإيجابي، وتتحمل مسؤولية ما تقوم به على مختلف الأصعدة.
وعليه، وبالتفاهم مع الأخ عامر العظم رئيس الجمعية، فقد طلبت من الأخوات والإخوة المشرفين نقل كل موضوع يسيء إلى أية دولة، أو إلى أي شخص، إلى المنتديات المحجوبة، على أن يتم تنفيذ الأمر على الفور، وسيكون للإدارة الجديدة - بعد تشكيلها - بيان مفصل بهذا الخصوص.
للجميع التحية.