من باستطاعته الاعتراف بالكيان الصهيوني الحكومات أم الشعوب ؟

صحف الإمارات:
إفتتاحيات

قالت صحيفة / البيان / في إفتتاحيتها إن إنفلات إسرائيل في الخطاب والتصعيد ضارب أطنابه هذه الأيام على كل الجبهات وفي كل الإتجاهات لافتة إلى أنها بضاعة ليست جديدة لكن لها في هذا الوقت وظيفتان الأولى تسخين الأجواء لاعتداءات قادمة والثانية التخريب على محاولات جارية لحملها على الجلوس للتفاوض.

وأوضحت تحت عنوان " التصعيد في العدوانية .. والوقاحة " أنه رغم أن المحاولات تحت مظلة شروطها كانت مموهة بصورة ملتوية وخالية من أي لي للذراع إلا أنها لا تطيق أي صيغة من هذا النوع تترتب عليها التزامات ولوبالحد الأدنى .. لذلك سارعت إلى رفع وتيرة هجومها المضاد لقطع الطريق وأرفقت تصعيدها العدواني بالمزيد من التهديد والتعجيز والأخطر من ذلك أن رئيسها ذهب في التضليل والمكرإلى حد الشكوى من " التحريض " الذي تمارسه السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل.

وأضافت أن نتانياهو يشكو من الجانب الفلسطيني بأنه " رفع من وتيرة خطابه التحريضي ضد إسرائيل " وهو منزعج باعتبار أن " الكلمات تشكل سلاحا " كما يعتبر أن من يرعى ويدعم تدشين ميدان في وسط رام الله على اسم فلسطينية قتلت إسرائيليين " دلال المغربي " إنما يشجع الإرهاب بل من يعلن قتلة الحاخام مئير حاي شهداء إنما يبعد السلام وكأنه هو حمامة سلام أو كأن على الفلسطينيين أن يمتدحوا إسرائيل خاصة في عهده أوأن يطلقوا على ساحاتهم أسماء إسرائيلية.

وقالت إن إسرائيل تعتبر كلام الفلسطينين " سلاح " أما آلة القتل الإسرائيلية وضحاياها اليومية في الضفة وغزة بالقصف المدفعي والجوي والفوسفوري فهي " للمداعبة " مشيرة إلى أن إسرائيل تتمادى في الصلف والتخريب والتزوير لأن الكوابح المفروض أن تلجمها مفقودة .

وأشارت إلى أن إدارة أوباما ذهبت بعيدا في تراجعها ورخاوتها مع حكومة نتانياهو وتركتها تتجاوز وتستقوي عليها بالكونجرس لافتة إلى أن المبعوث ميتشيل لمح أمس عن ورقة الضمانات الإقتصادية التي تمنحها واشنطن لإسرائيل وإمكانية استخدام هذه الورقة إذا لم تتحرك تل أبيب نحو التفاوض وجاءه الرد سريعا من إسرائيل ومن بعض أعضاء الكونجرس بأن ينسى هذا الموضوع.

ونبهت / البيان / في ختام افتتاحيتها أن المشكلة مع هذه الإدارة أنها سرعان ما تنكفئ أمام التعنت الإسرائيلي وإذا بقيت كذلك فلا الحراك يثمر ولا التحريك.

.. من جانبها تساءلت صحيفة / أخبار العرب / أين تبدأ الحدود الإسرائيلية وأين تنتهي هذا إذا سلمنا أصلا أن إسرائيل دولة .

وتحت عنوان " وأين الدولة الفلسطينية إذا .. " أكدت أن إسرائيل ما زالت كيانا استيطانيا سرطانيا لا يعرف أين حدوده ومن هو شعبه .. لافتة إلى أن الكيان الصهيوني في فلسطين يعد أغرب ظاهرة في التاريخ وفي العالم حيث يقوم على الإستيطان العنصري في وقت لا يرى العالم في هذه الظاهرة أنها إرهابية من الدرجة الأولى وعنصرية خالصة.

وأضافت أن سياسة الإستيطان تبدو المتحرك والمستمر في كثير من الشواهد والوقائع التي لا تحتمل الإنكار ولكن رغم ذلك استطاعت إسرائيل أن ترغم العالم الغربي أولا بالتعايش مع هذه الظاهرة الغريبة .. مشيرة إلى أنه حسب الخطة المرسومة فإنه من المنتظر أن تستغرق عملية بناء " الجدار " حوالي سنتين لتشمل في المرحلة الأولى مقطعين من السياج أحدهما إلى الجنوب من قطاع غزة والاَخر إلى الشمال من إيلات على خليج العقبة إضافة إلى نصب وسائل تكنولوجية متطورة على امتداد الحدود .

ولفتت إلى أن إسرائيل يبدو وكأنها قد اكتشفت مؤخرا معضلتها مع " الفلسطينيين في غزة " الذين سيبقون شوكة في حلق إسرائيل فهي لا تريد احتلال القطاع ولا تستطيع منع تأثيره على مسار القضية الفلسطينية فالقطاع يضم أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني .. متسائلة إذا كانت إسرائيل تريد أن تبني حدودا فإين حدود فلسطين .. وإذا كانت تريد أن تمنع استمرار صراع الوجود والحدود بفرض جدار إلكتروني إضافة إلى الجدر الأخرى والعوازل المختلفة والعوائق المتعددة والحواجز المتنوعة فإن ذلك لن يفيدها لأن مسار الصراع منذ / عام 48 / لم يتغير كثيرا رغم تعرجاته الحادة أحيانا مشيرة إلى أنه بقي الصراع قائما والمقاومة حية رغم محاولات فاشلة وبائسة لمحو القضية من ذاكرة العرب والفلسطينيين.

وأكدت " أخبار العرب " في ختام إفتتاحيتها أنه سيأتي يوم تتغير فيه المعادلات وتتبدل الأحوال لأن الأحوال لن تستقر على حال واحد كما هو حال الحضارات خاصة لحضارة تملك مقومات البقاء بكل جدارة رغم ما نراه من تراجعات تجاه القضية وهي تراجعات مؤقتة مثلها مثل كل الخطوات السائرة نحو التغيير .. مشددة على أن القضية الفلسيطينة لن تموت بجدار عازل ولا بحائط إلكتروني ولا بتطبيع عابر ولا حتى باستيطان مغتصب.