سمعتها من سائق يعمل معنا في الجامعة وقد كنت أظن معرفته تقتصر على الأمساك بمقود السيارة أو على الأكثر قدرته على اصلاحها اذا توقفت فجأة في الطريق. قالها بشكل عرضي لايمت الى موضوعي هذا بصلة فأرتأيت أن أصهرها في بوتقة واقعنا الحالي في كل أو على الأقل في معظم أرجاء وطننا العربي أو كما يسمى.
تبدأ الحكاية مع احد رجالات الدولة الذين تتابعت أقدامهم في تسلق سلم الوظيفة بحق أو بغيره حتى وصلوا الى أعلى درجة فيه فنظر الى الكرسي الذي يُقدم الى أمثاله ونظر أخرى وقال له أيها الحبيب لكم اتعبني الوصول اليك ولستُ بتاركك حتى أنال منك كل ما أصبو اليه.
جلس على ذلك الكرسي الملعون فرأى أنه الشخص الوحيد الذي كان يستحقه فما سابقه الا لعنة من لعنات الدنيا والقدر الأعمى على الأمة فصال وجال وبنى هذا وذاك ولكن بغباء يحسده عليه حتى حمار .ما أن نظر الى مابنى سابقه ورأى بأم عينيه الثاقبتين ما أجحفت يداه وسرقت ونهبت حتى قال : ما كان أغباك أيها المدير السابق حتى تفني أموال الشعب والدولة بهكذا بنيان وضعت فيه اموالا طائلة ولكن نسيت أن تضع فيه مكانا لخزنتي الجديدة .
أهدموا هذا البناء الغبي صرخها بأعلى صوته فهو السيد المطاع بأمره .
انثنى الفاعلون بتقويض ماقد أخذ سنوات من العمل وذلك تحت رغبة وبأمر من السيد الجديد وبنوا أخر غيره يحوي الخزنة الجديدة المنشودة .
مر به العمر ومضى بعد أن قوض كل ما طالت يداه من أبنية بناها سابقه وجاء اليوم الذي يجب أن يترك فيه الكرسي للمسؤول الجديد.
رحل السابق وأتى اللاحق فرأى من غباء سابقه نفس ما رآه من كان قبله من نسيانه لبناء خزنة جديدة فقوض وهدم ثم خطط وبنى ومع البناء بالتأكيد الخزنة الجديدة .
في هذا المنحنى نرى أن التقدم الذي حصلت عليه الأمة هو تقدم في عديد السنين وحسب وأما تفدم الأمة وتطورها فكان الرقم Zero.
ما تحليل مثل هذه النفسيات بنظر علمائنا الأجلاء من ذوي الحل والعقد في مجال علوم النفس؟ هل هو أن المدير المطلوب لعدالتكم مجرد لص ؟ أم هو لص + انسان معقد لا يحب أن يُمدَحَ غيره؟ أم مجموعة من كلاكيع وعقد مركبة تنتظر حلها ؟؟
رحمك الله أيها الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز عندما كنت لاترضى أن تستهلك زيتا من بيت مال المسلمين الا في حاجات هي للمسلمين فقط .
تحية زاهدة
المفضلات