( في معارك التحرير الكبرى لا يجب أن تغني فلسفة الفكر عن فلسفة السلاح , كما أنه لا يجب أن تغني فلسفة السلاح عن فلسفة الفكر )
الأخ عامر العظم أعتقد " ودون أن ندخل في حلقة مفرغة من الردود .. والردود المضادة " أن المقاييس الظابطة لموضوعية الحوار هي كلّ لا يتجزّأ
لذلك لا بد أن يتقيّد بها الجميع في مثل هذه النقاشات خاصة إذا كان الموضوع بالحجم المطروح , وبعد , إن الصراع العربي الصهيوني والحلول الكفيلة
بإنهاء هذا الصراع لا تستدعي تحليلات معقّدة , و لا تنظيرا ولا لفا ولا دورانا , وكوننا نرفض الإعتراف بهذا العدوّ وهذا الكيان الغاصب ونسمّي الأشياء
بإسمها , فذلك لا يعني أبدا أننا ننكروجوده أو نقفز على الوقائع على الأرض , بل إننا نقرّ بهذا الوجود ولكن من منطلق كونه وجود لكيان عنصريّ محتلّ غاصب
لأرضنا ومقدّساتنا , وهو وجود أقيم على أنقاض وجماجم الشعب العربي في فلسطين بقوّة الحديد والتّار بعد حروب من الإبادة , وبعد أن قام هذاالعدوّ بتهجير وتشريد
الملايين من البشر من أصحاب الأرض الحقيقيّين الى المهاجر والمنافي وتفريغها ليوطّن فيها شذّاذ آفاق تركوا أوطانهم الأصلية ليقيموا كيانهم المزعوم
المبني على عقيدة طائفية دينية عنصرية مقيطة لن تقبل بتواجد الآخر داخلها حتى وإن قبل هذا الآخر بتواجدها داخله ولك في شعار " يهودية الدولة " الذي بات
الصهاينة يصفعون به المراهنين على سلام معهم أكبر دليل على ذلك , ومن هذا المنطلق نرى أن وجود هذا الكيان المسمّى " إسرائيل " هو وجود نقيض
لوجودنا لا بدّ أن يزول , ونؤمن بذلك كأشدّ ما يكون الإيمان مهما إعترى واقعنا من صور الترديّ والهزيمة والتقاعس والإنحراف والخيانة ...الخ , لذلك
ترانا ندعوا الى مواصلة الأشتباك مع هذا العدوّ كل من موقعه وبكل الطرق والوسائل بدءا من الكلمة الواعية الى الطلقة المدوّية , كلّ حسب
ظروفه وإمكانياته المتاحة في الوقت الحاظر , أمّا لماذا لا نذهب لنقاتل الصهاينة ؟.. فذلك لأسباب تعرفها أنت ربما أكثر منا , وأولّها تلك الأنظمة التي تمثل
خطّ الدفاع الأوّل عن هذا الكيان وربما هي تدافع عنه أكثر ممّا تدافع عن الشعب الفلسطيني الذي كان ولا يزال يدفع ضريببة طواطئ وعمالة وخيانة هذه الأنظمة
لقضايا أمتنا عموما , وهو ما يستدعي تعريتها وكشفها أمام شعوبها , وسدّ كل الطرق أمامها إزاء ما تطرحه من مشاريع للتطبيع وتصفية للقضايانا التحرّرية
لصالح مشروعها الإستسلامي التصفوي بالرغم ممّا يقابلها به العدوّ من تعنّت وتجاهل وعدوان على الأرض. ضاربا عرض الحائط بكل الإتفاقيات والحلول والمعاهدات
التي أبرمتها معه تلك الأنظمة بالرغم من التنازلات المؤلمة التي قدّمتها ولا تزال تقدّمها له . من هنا لابدّ أن يكون دور وطرح عقول الأمة ومفكريها وأصحاب الرأى
فيها مناقضا ومتنافيا تماما مع مثل هذا الطرح , هذاإذا ما إعتبرناهم طليعة لأمتهم وخط دفاعها الأول , ونحن عندما ننطلق من واتا أو من غيرها من المواقع والساحات
لندافع عن أمتنا وعن قضايانا فإننا لن نكون محكومين الاّ بفهمنا الواضح والأستراتيجي لتلك القضايا والحلول التي نراها من وجهة نظرواضحة لا لبس فيها .
المفضلات