كفى كذباً، وافتراءً، يا حركة حماس!!
د. فايز أبو شمالة
أما كفاكم يا أهل حماس، نهشاً بلحم القوات الفلسطينية؟ ألا يكفي فخراً أن اسمها: "قوات الأمن الفلسطينية"؟ وهي خادم مصلحة الفلسطينيين المطيع! فلماذا تستلون كل هذه السكاكين التي تحز في ظهر قوات الأمن المتجهة إلى مدينة "الخليل"؟ لماذا هذا العويل؟
بحرٌ من الدم، وجبلٌ من العطاء، هذا هو التاريخ المعاش للقوات الفلسطينية الذي يفقأ عين كل مكابر، ويطرق أذن كل أصم متنكر للحقيقة، قوات الأمن الفلسطينية التي مابرحت تتصدى لكل محاولة اقتحام، أو تسلل، وحمت المواطن، ودافعت عن كرامة الوطن، وظلت قابضة على جمر المقاومة، قوات الأمن الفلسطينية التي يرفض قادتها أي شكل من أشكال التعاون، أو التنسيق، أو حتى اللقاء مع العدو الغاصب، قوات الأمن الفلسطينية التي ما تدرب رجالها على يد الجنرال الأمريكي "دايتون"، قوات الأمن الفلسطينية التي تحركت بملء إرادتها دون التنسيق مع الغاصبين، وتقدمت كعادتها إلى الأمام، إلى مدينة "الخليل" تحت سمع وبصر الجيش الإسرائيلي الذي جبن عن التحرك لوقف زحف المنتصرين.
في هذا اليوم من تشرين، وبعون الله وحمده، استكملت القوات الفلسطينية الضاربة تصفية فلول الجيش الإسرائيلي المهزوم، وبسلاح عربي أصيل، لم يمر عبر بوابة الأمن الإسرائيلي، تم اقتلاع أخر مستوطن يقيم في الضفة الغربية، وتقوم قوات الأمن الفلسطينية بتنظيم عملية رحيل المستوطنين عن الأرض العربية المحررة، دون إراقة دماء، وتحرس مخلفات المستوطنين من التدمير، والنهب كي لا يتكرر ما حدث لمستوطنات قطاع غزة سنة 2005، وقد تم في وقت مبكر من صباح يوم عربي مجيد تحرير قدس المسلمين من فلول الغاصبين، وعاد المسجد الأقصى يسبح بلسان المسلمين، وقرعت أجراس الكنائس مؤذنة بالسلام، وخلت شوارع الضفة الغربية من عدد 630 حاجزاً كانت تعيق حركة المواطنين، وقد علا صوت الشعب الفلسطيني مهللاً للنصر المبين على يد الفاتحين، أحفاد صلاح الدين.
اليوم، وبعد أن حررت قوات الأمن الفلسطينية مدن شمال الضفة الغربية، وبسطت عليها النفوذ الفلسطيني، وفردت أجنحة الأمن، وشعر الفلسطيني بالقوة، والفخار، توجهت القوات الفلسطينية إلى الجنوب لبسط سيطرتها، على مدينة "خليل" الرحمن، وطرد اليهود المستوطنين في " تل الرميضة" وسط المدينة، وتمزيق شمل أولئك الأوغاد الذين يدنسون الحرم الإبراهيمي، لتعود مدينة "الخليل" إلى حضن الدولة العربية الفلسطينية المحررة.
في هذا الأثناء تمنع قوات الأمن الفلسطينية الجماهير الغاضبة من التوجه إلى مدن "يافا" و"حيفا" و"صفد" و"اللد" و"عكا" والمجدل" وباقي المدن الفلسطينية المغتصبة سنة 1948، وذلك إلى حين استكمال الاستعدادات، والتجهيزات، وعلى رأسها ضبط الأوضاع الأمنية في مدينة "الخليل"، التي تشكل حالة متقدمة من مقاومة الاحتلال، وتخزين الأسلحة ضد الدولة العبرية، وقد تم أخيراً اكتشاف نفق في المنطقة، ولا نعرف إلى أي مستوطنة يهودية كان سيفضي، وماذا سيحدث فيها من دمار.
ومن موقع المسئولية، وانصياعاً للأمانة التي تتحملها قوات الأمن الفلسطينية تجاه الوطن، والمواطن، وبصفتها "الممثل الشرعي والوحيد" للنصر الفلسطيني، والعربي، والإسلامي، فلن تسمح بالمقاومة الفجة، والمتسرعة، والمهلكة لإستراتيجية التحرير الشامل لكل فلسطين، والمعيقة لتطهيرها من جحافل المستوطنين، وستصادر أي سلاح لمقاومة الاحتلال، أكان تابعاً لحركة فتح، أو لحركة حماس، أو لحركة الجهاد، ولا صوت يعلو فوق صوت الفاتحين.
بعد كل هذه المآثر التي تثقب عين كل مكابر، لماذا أنتم غاضبون، يا أيها الحماسيون؟
أما كفاكم؟!