يا عرب, قوقل,أم كوكل, أم غوغل , أو جوجل ,أم ماذا؟؟؟؟
عزيز باكوش
أمر واقعي , أن أطفال العالم العربي والإسلامي يتعرضون اليوم دون غيرهم , للكثير من التشويش في اللغة و الأفكار , في القيم , في المعتقدات , وفي أشكال التواصل اليومي مع ذاتهم والمحيط من حولهم ,سواء في المدرسة , في البيت , أو في الشارع, السبب , هو أنهم شباب في أحسن الأحوال هم عارفون وليسوا بالضرورة أكفاء.وبعبارة أخرى لم يتعلم الكثير منهم تعبئة معارفه خارج وضعيات معينة, وكمثال على ذلك, الحاصل على الإجازة في اللغة العربية لا يستطيع تعبئة قسيمة شيك...إلا انطلاقا من مساعدة.. هو أيضا لا يعرف كيفية استعمال بطاقة بنكية.. وملء استبيان وو...الى غير ذلك من أمور التواصل اليومي مع المحيط من حوله.
فما يعرفونه, ا بالاحرى ما يمتلكه شبابنا من معارف ,, لا يدون بالنسبة لهم إلا على طاولة الامتحان...أما الحياة, وأشكال التفاعل اليومي معها , والتنشئة الاجتماعية فلها أسباب نزول.

انعدام حصول هذه المناعة الثقافية المكتسبة, فضلا عن تعدد مصادر المعرفة بناء على التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع , إضافة الى تعدد وسائط الاتصال عبرها, سببان رئيسيان في بروز مسلكية مميزة تدعى التشويش
وإذا كانت دائرة التشويش تتسع وتتفاقم , فذلك يرجع بالأساس الى مرونة وسهولة ترويج كافة أشكال الاتصال والتواصل وتوظيفها في أقصى حدودها , ويعود ذلك جزئيا, إلى أن معظم أفراد العائلة , وخصوصا الأطفال , يقضون وقتا طويلا أمام شاشة التلفزيون "هذا الفرعون الإعلامي , أو الانترنيت" تلك الشبكة الأخطبوطية والعنكبوتية , فضلا عن خدمات المحمول , وهذا ما يجعل عملية الارتباط والتواصل ,هذه تتقاطع ,تتداخل , تنفعل , وتتفاعل , وتندمج وتتواصل , في عدد من السلوكيات المتناقضة , وتتقمص أشكالا , وتفرز أنماطا ثقافية متعددة , وفي إيقاع غير متكافئ.
يرى الباحث والجامعي محمد بوبكري , إن الجهاز الوسائطي " يسرق من الطفولة والمراهقة على حد سواء وقتها الثمين ,الذين هم في حاجة إليه لمعرفة العالم الذي يعيشون فيه، والمكانة التي يحتلونها فيه. كما أن الوسائط نفسها, شكلت على مدى سنوات صفعة قوية للكتاب , كأحد أقوى مصادر المعرفة , وفي هذا السياق,

كشفت دراسة أمريكية في جامعة واشنطن في سياتل ، أن التلاميذ الذين يملكون جهاز تلفزيون في غرفة نومهم يسجلون تراجعاً بنسبة 8 نقاط في القراءة نسبة إلى غيرهم•


وأفادت دراسة علمية نشرتها صحيفة "الميرور" في يونيو من العام الماضي ، بأن الوقت المخصص للقراءة يبدو معكوساً بالنسبة إلى وقت التلفزيون• إذ أن فرنسا تسجل نسبة 6 ساعات و54 دقيقة أسبوعياً مخصصة للقراءة, فيما تسجل بريطانيا نسبة خمس ساعات و18 دقيقة فقط، تليها إسبانيا وألمانيا•


أما البلد الذي يسجل أكبر نسبة قراءة أسبوعية فهو الهند بنسبة 10 ساعات و42 دقيقة•
ولا يبدو التلفزيون وحده مسئولا، لا بل يأتي الكومبيوتر ليشاطره الاتهام بفضل دراسة أمريكية تمت العام الماضي, وكشفت أن الأولاد بين 8 و 18 عاماً يمضون يومياً من 5 إلى 6 ساعات أمام الجهازين معاً•••
في حين أنهم يقرؤون في فترة لا تتعدى الثلاثة أرباع الساعة فقط•
كما أن ألعاب الكومبيوتر تشكل حافزاً أساسيا لانعدام القراءة، خصوصاً إن 61 في المائة من المراهقين الذكور يستخدمونها يومياً قياساً إلى 44 في المائة من الفتيات•
عربيا , هناك نقص فادح في المعطيات , لا وجود لإحصائيات , وقليلة هي الأبحاث والدراسات التي تاخد من هذه المواضيع أرضية لانشغالاتها.

قال لي احد تلامذتي ذات صباح : أستاذ...إذا أردت أن تبحث عن موضوع ما...انقر في " قوقل" تجد كل ما تبحث عنه؟؟؟
طبعا, كنت اعرف انه يقصد محرك البحث العالمي المشهور بكوكل,وان الأمر مجرد ارتباك لغوي , لاذنب له فيه , وسرني ذلك كثيرا, :" لكنهم ", يضيف التلميذ" يكتبونها ... في كتاب عند أخي : هكذا : ورسم" غوغل" في الهواء بحرف الغين....غوغل..؟؟؟؟ .
وفي تجربة ميدانية, كتب 5 من 12 طالبا كلمة "كوكل "بالقاف, و3 بالغين و1 بالجيم , والباقي بالكاف.
تعريب المصطلح أو ترجمته , نقله أو تخصيبه, تبييئه إنباته, أو استيعابه
هنا تحديدا لابد أن نقف , و نتأمل ، فنتساءل.
من المسئول عن هذا التشويش؟؟؟؟؟؟
عزيز باكوش/يتبع