مـعـركـة المفاهيم ..بين الباث والمتلقي ؟


الكلمة رصاصة ..إذا خرجت فلن تعود ..وإذا اصطدمت بالفولاذ فإنها تنعكس على ذات صاحبها ..مردودة عليه ..ترديه معوق فكر وذوق ..أو تغربه عن محيطه ..
وهي تصيب قلوبا ــ لامحالة ــ قلت أم كثرت ؟؟..
وهي في تجاذب تناغمي بينها وصاحبها ..تتهيأ ..تتصفى ..ثم تعْبر عبر فضائها الفني إلى المتلقي ..رافلة في إيقاعها الموسيقي ؛مرصعة في ثوب صورتها الأنيقة ..
تستقبل الأذن رنينها ؛وتنفذإلى الإدراك ..وهناك في داخل المتلقي تودع في جهاز الكشف ..لينظر مدى توافقها مع الخلفية الثقافية للقارئ بما تحمله من تراث أصيل ..ومبادئ؛ وقيم؛ وأفكار ..أوما تبثه من جديد آني..
فإن توافقت مع السليقة ؛حضنتها الذائقة ؛ وهيأت لها غرفة لائقة في فندق المعلومات ..أو مملكة الشعور ..لتستقر قريرة العين ..فضاء تلك الغرفة يتسع باتساع الخيال الذي تحمله الصورة التي نقلت تلك الكلمة ..وللخيال دور كبير في التأثير ..
وتكون أخيرا قد عانقت؛ روحها الممثلة في مداليلها ؛ وامتزجت بها ؛ وصارت جزءا منها ..وتترجمها القناعة الصادقة إلى سلوك ..إذا الكلمة تؤثر في السلوك البشري ..
وهنا تنشأ علاقة الحب السرمدي بين الكاتب والمتلقي ..بحدوث التخاطر الوجداني بين الإثنين ..
وساعتها يكون المؤلف قد نفذ إلى روح المتلقي ..ويحدث التوافق والانسجام ..
وكلما حضرت ظروف استخدام تلك الكلمة كسلاح تواصل ..تردد صدى رنينها الأول في الأذن ..واستيقظت من فراش الذاكرة لتترجم الموقف أو الحالة ..
وإن تعارضت روح هذه الكلمة مع روح المتلقي؛مجها ذوقه ولفضها..وردها على صاحبها ..فتنشأ الخصومة الفكريةو الوجدانية بين القائل و المتلقي ..
قناعة الرفض يترجمهاانطباع المتلقي ..وقد تتسبب في تصحيح مالكها لنفسه ..
في إطار الحوار الأدبي تقوم علاقة التأثر والتأثير ..متبادلة ..
ولما كانت الكلمة بهذه الخطورة و الأهمية ..
فالكاتب مطالب.. بمراعاة ذائقة المتلقي ..وما يرصعها من فضاء حضاري ؛وخلفية ثقافية ..وإلا يجد نفسه يغرد خارج سرب الشعور الجمعي ..
وفي هذا الصدد ؛و للأمانة العلمية ...رأي رواد النقد القديم مثل عبد القاهر الجرجاني ،وابن طباطبا ضرورة مراعاة ://الخيال الحضاري العربي //.
إذا.. النقد القديم وضع المجتمع في إطار ايديولوجيته الأصيلة ..هًوية أمته..
فلماذا ينبهر البعض في الحداثة ويهمل الأصيل المؤطر ؟؟وهل الإسفاف في اللغة العربية حداثة؟؟
علم الغير بأهمية الكلمة في خطابها المزدوج للعقل و العاطفة معا في العملية الإبداعية ..واستقرارها في الشعور الباطن ..وما ينتج عنها من سلوك..هوما جعلهم يركزون في طمس معالم الشخصية المسلمة على دور الأدب شعرا ونثرا..حيث ساقوه إلى مراتعهم ..إلى حيث ترجمة فلسفتهم في الحياة..وأريد هنا أن أشير إلى أنه قد يتقن بعض الكتاب اللغة العربية ..ولكن بفكر غربي خالص.. ..وهذه الأقوال مجترة لاتحتاج إلى استشهاد ....محاولين ..يائسين ..وأحيانا مؤثرين في النفوس المفتوحة ..غير المحصنة ..وهنا كوارث الصراع بين الدخيل النقيض والأصيل الصامد؟؟
وهذا سبب كبير ــ اليوم ــ في انقسام المتلقي والكاتب معا بين أصيل.. ومنبهر في الدخيل ؛خاذل؛ مخذول ..
منسلخ عن هويته أو تائه ..
من هنا قلنا :توحيد صفوف كل المسلمين مرهون بضرورة التحرر من الفكر الغربي ..ونقصد الفكر المعاند النقيض ..واللغة هي منبع الفكر المعبر عن الهُوية..
إتقان اللغة العربية .. إنما هي من أسباب التطور العربي..لن يفلح مجتمع انسلخ عن لغته..إنما الانسلاخ عن اللغة يعني الانسلاخ عن القومية ،وعن الهُوية ..
هذه الكلمة إما لك أو عليك ..
نحن مسافرون والكلمة باقية ..