هناك مواضيع وددت طرحها، مثل موضوع تهجير الفلسطينيين إلى البرازيل، واللائحة الشاملة التي اقترحها البروفسور عبدالستار قاسم وهي ذات أهمية استراتيجية، لكن ما أن رأيت الحملة المباركة التي قامت بها واتا لفك الحصار عن أهل فلسطين في غزة، وهو فعل Action، حتى أجلت أي موضوع، فلا أولوية على عمل يتحرك لرفع الحصار. ولا بد من التركيز في هذا المسار وتحريك الجميع من أفراد ومؤسسات إلى هذا العمل الجليل حتى يحقق أهدافه.
أقول لأخي الكريم عامر أنه عند أي مداخلة والبدء في أي موضوع، لا بد وأن
تستشعر أنك أمام تجمع عقول واتا بشفافية كاملة،
ولا يكفي أن تدرك ذلك. فكما قلت في مداخلة سابقة أن أي مداخل أمام تجمع عقول واتا، فهو في حقيقة الأمر أمام لجنة ليست مكونة من بضع أعضاء، بل أمام عقول
كل يُشَرِّحُ سلوكك كل حسب اختصاصه، من حيث اختيار المواضيع، مفرداتك التي استخدمتها، الكلمات التي قمت بتلوينها والألوان التي استخدمتها في تلوين الكلمات، حتى لو لم يداخلوا. لذا أحسب حساب كل كلمة لتكون دقيقة تناسب المهنية التخصصية والعلمية لهذا الحشد الكريم.
لماذا تعتبر إيران عدوا أيها المثقف العربي؟!
لماذا تعتبر الأقلام العربية إيران أكثر خطرا من إسرائيل وأمريكا؟!
ثم اسمح لي أن أعترض على طريقة طرحك، فطريقة الطرح - بغض النظر عن نواياك - تعطي الإيحاء وكأن المثقف العربي يعتبر إيران عدواً، هي قضية مفروغ منها وأنك ضد التيار، وهذا ليس بحقيقة فالمثقف العربي ليس ضد الشقيقة إيران. كما تعطي الانطباع أن كل الأقلام العربية هي ضد إيران، هو أمر مفروغ منه ومحسوم. وهذا غير صحيح، لكن لو قلت أقلام عربية (
بدون ألف لام التعريف) لكان أكثر دقة. هذا الأمر يتجاهل الفتوى التي أصدرها فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، ولجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية. وأوافقك على موقفك من الشقيقة إيران.
لقد ناقشنا الموضوع بإسهاب وموضوعية في مسار تحت عنوان التشيع في فلسطين وهو على المسار التالي:
http://www.arabswata.org/forums/show...020#post114020
وبالذات لوحات المداخلات بالأرقام:
4 - 8 - 10 - 12 - 14 - 30 - 32 - 35
عندما كنت في ألمانيا أصبحت لدي خبرة مع أفراد من هذا الشعب العظيم. توزع الإيرانيون بين الجماعات والأنشطة من اليسارية إلى المتدينة. لكن في الغالب كانوا يميلون الي يسار الوسط. وكان اليسار الإيراني موزعاً بين الحزب الشيوعي الألماني التي تمثل خط موسكو، وبين سبارتكوس التي تمثل الخط الماوي. يسار الوسط الألماني كان متديناً وكان الجميع يكره الشاه.
موضوع واحد كان يوحد كل أطياف الشعب الإيراني الشقيق، أتعرفون ما هو:
إنه قضية فلسطين وقضية القدس. إذا كان الكلام عن قضية القدس أو فلسطين فالإيراني كأنك وضعت له كبس كهرباء في ظهره. ينسى أي قضية ويتفاعل مع قضية القدس وقضية فلسطين. كانت أيامها إذا يذكر الشباب في واتا، أنه كانت حوادث ميونيخ الشهيرة، وعندما كان يريد اتحاد الطلبة الفلسطينيين توزيع منشورات عن القضية فمالهم من ظهر إلا إخوانهم الإيرانيين، الذين كانوا يقفون في صفين أما المطعم الطلابي (Mensa)، ويداً بيد فكأنهم سلسلتين من البشر يقوموا بتوزيع منشورات التوعية للألمان عن الأوضاع. الشعب الإيراني شقيقنا في الدين وشريكنا في الحضارة، سند ودعم لنا، قوته قوة لنا. أخ إيراني كان يدرس فيزياء في ألمانيا إسمه مصطفى، كان مسروراً عندما أسأله في فورتران (لغة البرمجة للعلوم) ويترك كل ما بيده ليشرح لي، لأني فلسطيني. في الولايات المتحدة الإخوة الإيرانيون والإيرانيات كانوا يأتونا بعد الانتهاء من الفصل عند حدوث نقاشات فيها تصدي لمغلوطات يعرضها أكاديميون هناك على أنها حقائق.
اللهم احفظ الشعب الإيراني الشقيق من كل مكروه.
إن من النتائج المرتبطة بنجاح بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام هو تكريم القريشيين، وآل هاشم؛ آل البيت. اليوم وبعد نجاح الرسالة، الفرد من قريش نسميه شريف ولوكان لصاً. إذا كانت الأمور ستؤول إلى هذا فلماذا وقف استراتيجيوا ومفكروا قريش وبني هاشم أمثال أبو جهل وأبو لهب ضد الرسول عليه الصلاة والسلام. يعني
لو نجحوا وأطفئوا نور الله بأفواههم، هل كان حال العرب وقريش وبني هاشم أحسن حالاً ونالواً تكريماً أكبر؟! سؤال أوجه إلى أي منصف في التاريخ. لكن قصر نظر استراتيجيوا الجاهلية.
فقصر النظر هو الذي يدخلنا نفق الفتنة.
والله بالأمس أخ عزيز تم تعيينه في قسم التاريخ والعلوم السياسية بجامعة الأزهر، لم يسترعي انتباهي تعيينه الذي فرحت به بقدر فرحي بالنقلة النوعية في التعليم العالي في جامعة الأزهر. تعودنا على ربط التاريخ بكلية الآثار وبكلية الآداب، أما العلوم السياسية فنربطها بالاقتصاد، لكن أن نربط العلوم السياسية بالتاريخ فهي نقلة نوعية في التعليم العالي على مستوى العالم العربي. نحن أضحينا أمة لاتاريخية، توقف تاريخ لحظة ما. أتعرفون أن أطروحة كيسنجر هي في التاريخ عن سياسة بسمارك.
وطالما وصلنا إلى هذه النقطة فلن يستطيعوا زرع الفتنة بيننا، فهذه أمتنا أمة واحدة.
لم تبدأ إيران الفتنة، بل قالت للبادئ بالفتنة: لامساس.
فلم تفتح أرضها أو بحرها أو جوها للقوات المهاجمة للعراق. والقواعد التي تغذي الجيش المحتل في العراق تقع في أراض عربية وبحور عربية وأجواء عربية، ومع ذلك نلوم
إيران التي قالت لامساس وأوفت.
وبالله التوفيق،،،
المفضلات