غدا ستكون ليفني في فرنسا ساركوزي ذي الاصول اليهودية لتناقش معه طرحه للهدنة لمدة 48 ساعة مع العلم ان هذه المبادرة قد مضى عليها اكثر من 48 ساعة وجوبهت بالرفض من صانع الهجوم العسكري الاسرائيلي على غزة. وها هي تسافر غدا لهذا الغرض ،على الاقل كما يعلن والمضمر ان تاخذ ضمانة مناصرة فرنسا للموقف العسكري الاسرائيلي في هذا الهجوم الذي تنوي توسيعه في البر.
اذا كانت ليفني وفريقها قد رفضوا المبادرة ،فلم ستطير لمناقشتها مع الساعات الاخيرة لرئاسة فرنسا للاتحاد الاوروبي؟
الضغط على اسرائيل ياتي من عدة محاور.اولاها تركي لان تركيا تشعر بالخذلان من الهجوم الذي لم يتفق عليه في انقرة بل طلب معالجة الامر بالحكمة والتروي بعيدا عن القصف . اتساع المعارضة في اوروبا للهجوم على المدنيين والبنى التحتية. اتساع الشرخ بين انظمة الحكم وشعوبها مما ينذر بعواقب وخيمة على المستوى البعيد لا تكون في صالح المخطط الصهيوني في المنطقة. واتساع دائرة النار لصواريخ حماس "الكرتونية او العبثية او دمى الاطفال". ثم المعارضة الداخلية التي لا تزال صامتة 70% يؤيدون الضربة العسكرية لكن بعد طول المبيت في الملاجيء المحصنة ومشاكل العائلات والاطفال بسبب السجن الاختياري/الاجباري سيعمق الازمة، الا ان العجوز بيرس خرج عن الصمت هذا اليوم في نقد التوسع في الهجمات بل توقف القصف الذي سيضر مصالح اسرائيل. ولا يقل اهمية الاحراج الكبير الذي سببيه ليفني لحليفها مبارك وفريق النفاق المبرر لسقطات السياسة المباركية.
لن يحدث جديد حتى يوم الجمعة لان نتائج مؤتمر القمة العربي ستكون قد صيغت وتم تفعيلها ولو بضعف، وانتهاء اللقاء الاسرائيلي الفرنسي،وتمخض حركة اوردوغان عن شيء ما في تهدئة النار المستعرة، اضافة الى نتائج سفريات الحج محمود للاردن والسعودية ومصر ،وما يمكن لخادم الحرميين فعله من اتصالات مع الحليف الشيخ بوش/البابا اوباما .
على حماس ان تدرك جيدا وهي المدركة ان قذائف الحديد هي التي تمهد لثني اذرعة العبيد في الكنيست واللجنة الوزارية المصغرة وجعل لاءاتهم نعم، مع كثافة النيران وقلة الاصابات في جانب المقاومة.ومتانة الجبهة الداخلية الغزية اضافة الى لضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه العبث واستغلال بيئة الحرب في التخريب حتى ان بعض المحللين يلزمون حماس بالاعدامات الميدانية لكل متآمر يثبت عليه . واذا كانت المقاومة تستطيع ايصال لمدى 60 كم فانها بالتاكيد تملك المضادات الملائمة للدبابات التي يفتخر مصنعها بوزنها ونيرانها مما سيجعلها جهنم على من بداخلها .
معركة الشوارع والدبابات كما يتوقع العارفون في حرب المدن ستهزم فيها اسرائيل وتنتكس المركفاه في الحضيض الهجومي ،اللهم الا اذا كانت غزة كومة من الحجارة كما وصفت نبوءة حزقيال نهاية دمشق.
ثم على حماس ان تدرك جيدا وهي المدركة ان الكل ولا يستثنى احدا يحفر للايقاع بالمقاومة بعد فشل العسكر،الايقاع عن طريق الحلول التي ستطرح للخروج من الازمة والورطة التي وضعوا فيها وكذلك حليفتهم اسرائيل.
ينبغي ان لا يكون حجم الدمار الهائل التي احدثته الة الحرب الاسرائيلية ورقة مساومة وضغط للقبول بالحلول التي لا تناسب حجم التضحيات والمكاسب السياسية التي ستجنيها حركة المقاومة بعد النصر المؤزر باذن الله ،وما ذلك على الله بعزيز، لان هلاك هذه العصبة المؤمنة تدمير للاجيال ونهج المقاومة في المنطقة كلها لسنوات قد تطول.
المفضلات