أخي الكريم عامر العظم
قبل كل شيء أشكرك من الأعماق على المواضيع التي تطرحها في منتدى جمعيتنا واتا، وإنها مواضيع فيها عبر ودروس تستحق طرحها للعقول المتحجرة والميتة والتي لا تعقل ولا تفكر ولا تأخذ العبر سواء طال العمر أو قصر من دون المفر.
أرى أن هذا الموضوع مطروح إلى الأمراء والعلماء أكثر من الأفراد والشعوب، لقد وضحه لنا الرسول (ص) في قوله (صنفان من النّاس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء) رواه أبونعيم في الحلية. (أفة الدّين ثلاثة: فقيهٌ فاجرٌ وإمامٌ جائرٌ ومجتهدٌ جاهلٌ) في الجامع الكبير رواه الدّيلمي عن إبن عبّاس. (سيكون أمراء فسقة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه ولن يردعلى الحوض) رواه احمد والنسائي والترمذي والبزاز. (لاتزال الأمة على شريعةٍ ما لم يظهر فيها ثلاث: مالم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخبث، وتظهر فيهم السّقارة. قالوا وما السّقارة يا رسول الله؟ قال بشرٌ يكونون في آخر الزّمان تحيّتهم بينهم إذا تلاقوا التّلاعُنُ) حديث عن سهل بن معاذ عن أبيهِ.
كما بينا بالدرجة الأولى هذان الزمرتان هما المسؤلان عن كل مفسدة تحصل في الأمة المسلمة، بالإضافة إلى ذلك الأفراد والشعوب أيضاً مسؤولون عن أنفسهم وعن رعيتهم، والمسؤولية لا يكون بالجدال الفاشل الذي لا أساس له لا في المنطق ولا في المباديء السامية. وكذلك المسؤولية لا يكون بإستعمال قوة العضلات على الضعفاء فقط دون الأقوى منه كما يفعل أكثر المسلمين.
والأفراد لا يمكن أن يغفر الله لهم ذنوبهم وخطيئاتهم لكونهم جهلة أو أميين بسبب عرقلة الدولة تعلمهم أو عدم تشويق العلماء في تعليم دينهم الصحيح ونحو ذلك، فالله تعالى أعطى لهم العقل وعليهم بعد سن الرشد أن يبحثوا عن حقائق الأمور وبالإخص حقائق عبادة وطاعة الله ولو طلب ذلك العلم في الصين، أما المسؤولية الكبرى كما قلنا هما الأمراء والعلماء أي الفسقة منهم.
بعد هذه المقدمة سوف أجيب على أسئلتكم بمثل عراقي يقول (عرب وين طنبور وين) وبالشعر
اذا كان رب البيت بالدف ناقر** فشيمة اهل البيت الرقص والطرب
وهناك مثل تركي وترجمته يقول (سألوا البعير عن العضو الأعوج عنده!. فأجاب البعير فهل لي عضو مستقيم؟).
ونفهم من هذا أن الأمراء والعلماء بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية وإن كانت لهم بعض الأخطاء السياسية، أو الأخلاقية خصوصاً في الأونة الأخيرة، ولكن كان المسلمون أمة واحدة والأمراء والحكماء والسلاطين كانوا في خير من عقيدتهم وكانوا يخافون الله تعالى ويطبقون الشريعة الإسلامية، ولكن بعد سقوطها ومجيء الإستعمار الغربي الغير المؤمن حتى بالله تعالى بل يؤمنون بالصليبية والصهيونية والماسونية البعيدة كل البعد عن الدين المسيحي واليهودي والتي يحترموهما الدين الإسلامي مالم يحاربونهم ويظلمون شعوبهم....
وبعدها إستلمت الحكام العملاء والإنتهازيون زمام الحكم والدولة، فقتلوا وذبحوا شعوبهم وعلماءهم الطيبين، وإلى الأن هم أنفسهم وأحفادهم لم يتغيروا أبداً...
أنظر إلى أكثر الملوك والأمراء والزعماء والرؤساء والوزراء وكبار شخصيات الدول العربية وحتى الإسلامية والملازمين لحكم الدولة بالنار والحديد، كيف حالهم في خارج البلاد عندما يذهبون إلى السياحة....
هم أكثر الناس فسقاً وهم يسرفون أموالهم "أقصد أموال الدولة المسلوبة من الشعب" ، يسرفونها بلاحدود يبيتون في أعظم وأفخر الفنادق ويشربون أرقى المسكرات ويكرمون أيضاً إلى كل من يصادقونهم ويحمونهم ويزنون مع الزانيات وبأعداد كثيرة في آن واحد كانها مفخرة ورجولية يفتخرون عند أعوانهم بعددهن وثم ويلعبون القمار ليلاً ونهاراً ويخسرون بآلاف الدولات مع معرفتهم بالخسارة الأكيدة....
ولا أريد هنا أن أكرر ما يفعلونه من المساوئ والظلم وغصب حقوق شعوبهم لقد ذكره قبلي بعض الأعضاء,,,,,,
فأدعوا الله لهم إما أن يصلحهم أو يجعلهم كما يريد الله لهم، كما جعل لفرعون ونمرود وهامان وقارون ولغيرهم في عصرنا الحاضر.
وأن يفيق شعبنا من سباتهم وأن يصلح أمتنا بما فيه الخير لصالح الأمة الإسلامية آمين
المفضلات