يحدث هذا في الوقت الذي يئن ويتألم فيه أبناؤنا من كثرة الأوجاع والأمراض في غزة، نجد هؤلاء العملاء ممن تسمى بأسماء المسلمين، وعلى رأسهم الذين نصبوا أنفسهم حكاماً هم أقرب الناس مودة لأعداء الأمة، وعونا لهم، فيدعون اليهود لزيارتهم في بلادهم، ولا يستحي أحدهم أن يصافح تلك الأيدي الآثمة الملطخة بدماء الأبرياء، فيستقبلونهم أحر استقبال، ويرحبون بهم أجمل ترحاب، ويعانقونهم عناقاً حميماً من الأعماق، ويجتمعون إليهم مطأطئين رؤوسهم أذلاء جبناء، وقد فضحتهم عدسات الكاميرات أمام العالم، قد بدت البغضاء للمؤمنين من أفواههم، فنجدهم يصدرون نداءات الخيانة يطلبون فيها من المسلمين المجاهدين أن يكفوا أيديهم عن الأعداء، وهم بذلك كمن يطلب من الحمل أن يكون بالذئب لطيفاً رفيقاً، ويصفون أعمال الجهاد تارة بالحقيرة وتارة بالانتحارية وتارة بالإرهابية، ويدعون المسلمين في فلسطين إلى الرضوخ والقبول والاعتراف بكيان يهود في أرض الأسراء والمعراج، في حين نرى من اليهود الأصرار على حقهم بالعيش في فلسطين وقتل المسلمين، واليوم يصوتون في الكنسيت الإسرائيلي على استحداث قسم الوفاء يقوم على اعتراف كل أفراد يعيش في إسرائيل بيهودية دولة إسرائيل الصهيونية وأحقيتها في العيش في أرض فلسطين.
إن ما يقوم به هؤلاء الرعاديد من الحكام من التزلف لليهود لهو عين الاستهتار بالأمة جمعاء، و الاستخفاف بدماء الشهداء وأنين الجرحى وآهات الأسرى وعويل الثكالى، وهذا قمة العمالة والتبعية بل وقلة الحياء، وصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
ألا يعلم هؤلاء أن الله حرم موالاة الكافرين والمشركين واليهود والنصارى؛ وقد نطقت بذلك الكثير من الآيات، ولاشك أن التودد إلى اليهود؛ رغبة ورهبة، والمسارعة في زيارة الكيان الصهيوني ولو لطلب العلاج عندهم، وكل ما يدل على مصادقتهم وإظهار المحبة والمودة إليهم، واللجوء إليهم والاستعانة بهم، هو من الموالاة المنهي عنها شرعا، وتعتبر من نواقض العقيدة، قال سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144 أي لا توالوا الجاحدين لدين الله, وتتركوا موالاة المؤمنين ومودتهم. أتريدون بمودة أعدائكم أن تجعلوا لله تعالى عليكم حجة ظاهرة على عدم صدقكم في إيمانكم؟ وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ## فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين} المائدة 51-52 وهنا ينهانا الله عن اتخاذ اليهود والنصارى حلفاءَ وأنصارًا على أهل الإيمان ; ذلك أنهم لا يُوادُّون المؤمنين, فاليهود يوالي بعضهم بعضًا, وكذلك النصارى, وكلا الفريقين يجتمع على عداوتنا، فالأجدر بنا أن يوالي وينصر بعضنا بعضًا، ومن يتولهم منا فإنه يصير من جملتهم, وحكمه حكمهم، فإن الله لا يوفق الظالمين الذين يتولون الكافرين، فالذين في قلوبهم مرض من شك أو ريب أو نفاق هم الذين يبادرون إلى موالاتهم ليكون لهم يداً عندهم ، قيل إن هذه الآيات نزلت في أبي لبابه وقد بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة وكانوا قد نقضوا عهدهم، فسألوه ماذا سيصنع بهم رسول الله فأشار بيده الى حلقه بالذبح، فاعتبر ذلك منه موالاة لهم! .
ملاحظة: أخي الدكتور شبير كنت طرحت نفس الموضوع في صفحة أخرى وذلك لعدم علمي وإطلاعي بموضوعكم هذا فأرجو المعذرة، فلكم فضل السبق في فعل الخير والدعوة إليه.
مع خالص التحية ووافر الاحترام

،
،
،
،