السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل /طارق موقدي
حقيقة دوما تبهرني بمقترحاتك الرائعة التي تصب فيها كل حماستك وانطلاقتك القوية نحو التغير
والتغيير وفكرتك عن انشاء مركز نفسي افتراضي على هذه القارة تستحق التطبيق الفعلي .
أسمحلي ياأستاذي الآن بأن أدلي بدلوي أيضا في هذ الموضوع لاعطي نظرة جزئية بسيطة
عن المرض النفسي و الاضطراب النفسي والعرض النفسي والمرض العقلي .
وذلك لتتضح الصورة جيدا لاساتذتي واخواني ليشعروا بأهمية اقامة هذا المشروع .
أولا أساتذتي واخواني يجب ان ننزع من أفكارنا ان المرض النفسي مركب نقص أو تشكيك
في القدرة العقلية الابداعية والقدرة على الحكم على الأمور للشخص بالعكس تماما فهي لاتتاثر
ولكن ما يصادفه الفرد من التفاعلات والاصطدامات الحياتية العلائقية المهنية والاجتماعية
تخلق له نوعا من الصراعات الداخلية التي بدورها تصيبه بنوع من الهم والحزن ,
وتتباين ردود افعال الأشخاص اتجاه هذه الاضطرابات والصراعات الداخلية على حسب قوة جهازهم
المناعي النفسي فمنهم من يقاوم ويتخطى الأزمة ومنهم من يضعف ويصاب باضطرابات في توافقه النفسي
والتي صنفها الحقل النفسي الى مفاهيم متنوعة على حسب الأعراض الظاهرة
كقلق بدرجاته وأنواعه أو اكتئاب وأيضا بدرجاته وأنواعه أو شعور بوحدة نفسية وأنواعها ..الخ
من التصنيفات والتي كما ذكرنا آنفا لاتؤثر في عقل الفرد أو حكمه على الأمور
ولكنها تنقص نشاطه بعض الشيء والفرق بين أن تكون عرضا أو مرضا : طبيعة المرض
,طبيعة الأعراض , مدة استمرارية تلك الأعراض وكمثال بسيط اذا فقد أحد منا شخصا عزيزا عليه
سيصاب بالحزن وفي هذه الحالة لا نحكم على هذا الشخص أنه مريض نفسي ونعتبر هذا الحزن
عرضا نفسيا ونتيجة متوقعه بعد فقد الحبيب لكن اذا طال هذا الحزن الى شهور وأعوام
وتأثرت شخصية الفرد ومردوده العملي بصورة جليه فهنا سيصنف على انه مرض نفسي
يحتاج الى علاج وتكفل نفسي والشخص بنفسه يكون مدركا لهذا التغير الذي يحصل معه ويسعى بنفسه
الى طلب المساعدة من أهل الخبرة .هذه نقطة أما النقطة الثانية: رأيت الأساتذة قد اختلط عليهم
الأمرربما بين المرض العقلي والنفسي لذا أحب أن أنوه لهم بعد اذنهم أن المريض العقلي له عالم خيالي
خاص به لا يشارككم في عالمكم لانه منفصل عن واقعكم وحتى وان وجد سترون أشياء تصدر منه
تدل على غياب عقله وشذوذا في تفكيره وغرابه في الفاظه وعدم قدرة على الحكم على الأمور
بصورة صحيحة رغم أنه لا يظن أبدا أنه يعاني من خلل في تركيبته النفسية والسلوكية .
ولن يطلب أي علاج لأنه لا يحس بمرضه .
أما بالنسبة للمركز ليس بالضرورة أن يكون محطة علاج بل سيحتوي أيضا على استشارات نفسية
من خبراء في هذا الميدان درسوا النفس البشرية وتعمقوا فيها لأجل مساعدتكم لتخطي المشكلة
أو لتقوية الأنا الداخلي /الذات الداخلية لمواجهة المعضلات والمشكلات الحياتية والنفسية
التي تتعلق بالفرد بنفسه مع زوجه مع أولاده مع المجتمع .اما من ناحية سرية العلاقة
بين الأخصائي النفسي او الطبيب النفسي والعضو الذي يطلب الاستشارة والعلاج فهذا شيء وارد
فهذه جزئية لا تتجزأ من أخلاقيته وأمانته المهنية ....
ختاما تقبلوا احترامي ومودتي ....
المفضلات