بصرى الشام .. تحفة تروي تاريخاً

[علي الحليم المقداد]

	ماذا أقول بعد ما رأيت ولم أر.. لولم يكن اسم بصرى دليلي في السماء وفي الثرى.. لقلت أني في متاهة حلم وكرى .. ..بصرى ..أي: بص.. يا من ترى ..بصرى..رأى.. ما رأى.. رأى العجب..الباعث على الزهووالطرب.. في بلاد شام العرب .. عبق الأمجاد والتاريخ.. شذاهما ناهزامشارف المريخ .. زهورطبيعية ..وأخرى بشرية ..بعدسة محترف شامية .. بصراحة إنها أرض السياحة .. مبعث الاطمئنان والراحة .. أتمنى أن أكون يوما مطلا فيها على كل ساحة .. وللأشقاء في سوريا الأسد.. إليكم جميعا تحاياي بلا حد .. يا حماة الأمن العربي في كل نجد. دمتم ممانعين مدافعين عن المجد.. ولعلي الحليم دوام الصحة والسعد.. إنها بلدك يا سيدي !! إنها سوريا العرب ، بيت العرب كل العرب .. دوما تفتح ذراعيها ، في منتهى المودة ، لتقول : أهلا !! و كلمة " أهلا" هذه التي تقولها سوريا للعربي قادما إليها .. لا أظنها للترحيب به ضيفا ؛ لكنها " أهلا " من أم ٍ ، تقولها لابنها لاح محياه .. و يملؤها شوقها إليه !! أخي الأستاذ عبد القادر : و أنا أيضا كم أتمنى زيارتكم إلى سوريا ، و إلى " بصرى الشام " ... كي نراجع سوية و لو صفحة واحدة ؛ و لو بضعة سطور من هذا السفر العربي الحضاري الإنساني العظيم ، و لترى كيف أن الإنسان العربي في هذه المنطقة أعطى و ما يزال يعطي هذه الأوابد المدهشة قيمتها و معناها .. يقولون : " المدرج الروماني ، بناه الرومان " !! و أقول : أجاء الرومان من أعماق إيطاليا ، ليقطعوا هذي الحجارة ، و ينحتوا هاتيك الأعمدة ، ويبنوا مدرجا هائلا كهذا ؟؟ لا يا سيدي ، إنها سواعد العرب إنها زنود أبناء هذه المنطقة المبدعين في فن العمارة ... و هي عقولهم المتفوقة . كل علماء الآثار الإيطاليين يعرفون"أبو لودورو دامسياني" أو "أبو الدر الدمشقي" بل أن البعض يلقبونه بمهندس روما و يعرفون أنه باني أول جسر على نهر الدانوب ، ومهندس عمود تراجان في روما ، ومخترع هندسة الصوت والضوء في المدرجات . لن أستطرد ، و أذهب بعيدا .. آمل يا أستاذ عبد القادر أن نلتقي ههنا على بطاح بصرى .. و أعدك وعدا لا أحنث به أنك إن أتيت إن شاء الله تعالى ؛ أعدك أنك لن تسمع مني كلمة ترحيب واحدة .. لأنك صاحب بيت .. و المرء لا يـُرَحب به في بيته !! .