لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب..
كلمة قالها من كان لا يغضب إلا لله.
فأنا فعلا أتمنى أن أستطيع ويتسع صدري للعيش جنبا إلى جنب مع أخي الخائن العميل مع كل ما لدي من قوة التحمل ريثما يزول الخطر الداهم بنا جميعا. أنا هنا أريد من خلال هذا التعايش، أريد ألا أهدر قواي فتذهب ريحي وأخسر كل شيء بما في ذلك أخي الخائن العميل. فلقد تعلمت من دروس تاريخ المقاومة الجزائرية أن كل المناطق التي تعايش فيها الوطنيون الأحرار مع الخونة ولمن بحكمة، تغلبت فيها المقاومة على العدو الحقيقي ألا وهو فرنسا، ولو أن النهاية لم تكن سعيدة إذ كانت فيها عملية تصفية الحسابات قاسية مأساوية. ومثل هذه السياسة المعقدة ليست بالأمر الهين لما تتطلبها من صبر وأناة. والحكمة المرجوة من هذا النوع الراقي من المعاملة أن المرء سيعاقب على بينة مثلما حدث في الجزائر مباشرة بعد الاستقلال إذ تمت تصفية ما يربو عن ربع مليون خائن وعميل. وما إلا هذه صورة مصغرة.
أما وضعي الجزائر بلادي فأنا أراه طبيعيا وأنصح به كل الوطنيين الأحرار. فلو أحب كل واحد منا موطنه وتشبث بع وذاد عنه ما تجرأ غيره، ولو كان قريبا منه، أن يحتل جزءا منه. فالذي أريده لنفسي أريده لغيري.
فأنا لم أقل أنك تمارس الإقصاء بل أردت أن أقول لك مهلا؛ عندما يخلو لك الميدان ويبقى الخائن أو العميل في العراء منبوذا من كل شيء، حينئذ يحق لك أن تعامله معاملة العملاء. فليس من الحكمة أن أفتح عدة جبهات دون أدنى تأمين لمؤخرتي. ثم إن مجابهة الخائن العميل أعقد وأصعب من محاربة العدو. وقد يكون هذا مستحيلا إذا تركتهما يتواصلان. أعرف أنك تفهمني جيدا ولكنك اليوم لست موفقا وقد يكون مرده إلى التعب والإرهاق. وإلا كيف أفسر قولك الساخر:
"اعاهدك عهد الاخوة الاسلامية ان احاول ان اقبل طريقك الاسلامي الذي يسوغ احتلال ايران لبلدي لانك تسوغ وتبرر بجدارة لفظية وتعبيرية وبهندسة تركيب للغة جميل جدا ان يكون لايران حق ان تكون ( ضمن صدى الاحتلال)....
أنا لست من الذين يسعون إلى تمكين الباطل على الحق. فلا يحق لأي مسلم أن يحتل شبرا من أرض مسلم آخر مهما كانت المبررات. فكل المسلم على المسلم حرام.. والحديث قياس.
تحياتي الأخوية.
العيد دوانالجزائري
المفضلات