فتح..فصائل المــــقاومة الفلسطينية..أزمة هُويّة..
وهي نفسها..
أزمــــةالهُويّــــــة الإسلامـــــية..في العالم الإسلامي..
المطالبة بتفعيل مركز الدِّراسات الاستراتيجية للوحدة الفلسطينية..
وهو على عاتق كل النّخب الثّقافية الفلسطينية..بعيدا عن الأجواء السياسية..
فتح ..الفصائل الفلسطينية ..هواجس استراتيجية المنطلق..؟؟
وما يقع بينهما من /خلاف/ مصطنع في المخابر الغربية ،ماهو إلا انعكاس لخلاف إيديولوجي بين كل أفراد المجتمع الإسلامي قاطبا..
كثير من المحلّلين السيّاسيين ،والتّقارير الرّسمية تنتهي إلى خلاصة نهائية ..أن بؤرة التّوتّر العالمي ..مركزه فلسطين..أي:
صراع دائر بين المسلمين ..كل المسلمين ..
والصهيونية العالمية..
من عادتنا السّخرية من بعضنا ،واستصغار شأننا ،وتحقير أفكارنا ..وقد يزعم مغرض مدسوس أن الأمر تدخّل سافر في شؤون داخلية ..ويستشهد بالحديث الشّريف :"من حسن إسلام المرء :عدم تدخّله فيما لايعنيه"،يوظِّفه حسب أهوائه،بهدف قلب الحقائق..ليرضي" الموساد"،وينال هبته ..
نطمئنه ،ونطمئن "الموساد" أن القضية عامة ،تعني كل المسلمين ..
لقد اعتقد بعض المسلمين أن إسرائيل إذا ما مددنا لها يد السّلم ،وصافحناها ـ صادقين ـ سيدفعها النّبل الإنساني إلى محاورة الفلسطينيين ،وتلبية مطالبهم كافة ..وتكون قد تنازلت ..وسلّمت ..وسالمت ..فـ سلمت..
وكانت المفاوضات الشّاٌّقّة ،وكان التّصفيق ،والتّهليل ،والتّكبير ..
واعتقد المسلمون أنّهم تَصَافَوا مع العبرية ،وسيتمّ التّعامل معها وفق معايير بشرية ديبلوماسية كما نتعامل مع الغرب..في إطار الاحترام المتبادل ،وإحقاق الحقوق لذويها بتحكيم القانون الدّولي..وتمضي الحياة سالمة ضمن علاقات:"القيم الإنسانية النّبيلة".
بل أكثر وأغلى من ذلك ..تطبيع بعض الدّوّل مع إسرائيل ،ومحاولة ٌإقناع أشقائها بوسائل مختلفة ..
وونتج عن هذا "التّطبيع"أن أغرقت إسرائيل السوقَ المُطَبِّعةَ ببضائعها ،وتضاعفت أرباحها لتضرب بها فلسطين..وكلّ مسلم تسوِّل له نفسه معارضتها..ثم مازالت تأخذ احتياجاتها من أغلى معادن العالم،المتوفّرة في سوق التّطبيع..وصار المواطن العربي مجرّد مستهلك انتقائي..
فزاد ت قوّة ..وتمركزا..وطغيانا..
وقد تلاعبت إسرائيل بهذه الاتفاقيات ،وسخِرت من العالم بأسره..فأثبتت للعالم مسؤوليتها الجرائمية عن كلّ دم يُسفكُ في المعمورة..
بل تجاوزت كل القوانين والأعراف الدوّلية ..بمصطلحها :"هيئة الأمم المتّحدة"..بل الأخطر أن هذه الهيئة مسخَّرة لتقديم الخدمات المجّانية لإسرائيل تحت سياط حق" الفيتو" الأمركي..
وقد كشفت عن قناعها بأنها كينونة إرهابية ،تنشر الرّعب في الكرة الأرضية ..وترفض التّعامل بالقيم الإنسانية ..فهي ومن يقف وراءها ،سبب الظلم،والبؤس،والتّشرّد ،والفقر في العالم ..
أحرار العالم ..كل العالم ..أولئك الذين يباشرون سلوكات حضارية في الممارسة،ويناصرون القضايا العادلة في كل مكان، مهيّؤون ،ينتظرون الموقع الذي يجتمعون فيه ،لِيقولوا :
هذا ظلم مرفوض..بكل الوسائل السلمية العلمية..
ويستعيدون مبدأ مساندة الحركات التّحرّرية في العالم..
..ولمّا كانت لاتملك وسيلة لفرض وجودها إلا بإحداث الشقاق بين الفلسطينيين أنفسهم ..فقد أقصت "فصائل المقاومة"،وتقرّبت ،وقرّبت من يُعتقدُ أنّهم مؤيدون لاتّفاقيات السلم ..ثم بسطت "معادلة التّوازن" التّخريبية هذه بين كل المسلمين الذين أمكنها النّفاذ فيهم..عبرعملائها في "حركتها الماسونية".. ولمّا كانت إسرائيل قد نسفت كل الاتفاقيات السابقة..ولمّا كانت لاتتنازل عن شيء إلا كرها ،عبر تهديدات المقاومة..
سواء في لبنان أو في فلسطين..
فإن هذه الاحتيالات أثبتت للمسلمين كافة أن "المقاومة الشّريفة في فلسطين"بكل أطيافها وألوانها..استقرّت واقعا ملموسا ،مطلبا موضوعيا،علميا..وجودها من وجود السّلم العالمي الذي بدونه لن تسعد البشرية في الأرض..هذه حتمية في وجود المقاومة وقبولها ،وحمايتها،ومساندتها ،وتنشيطها..ولمّا كان التّفاوض سنّة كونية بشرية..ولمّا كان التّواصل مطلوبا بين الأعداء قصد فضّ النّزاع فللسياسة دورها ..
والمطلوب في فلسطين ـ اليوم ـ هوحسن توزيع الأدوار لأجل الفوز في المنازلة ،مستفيدين من دروس الماضي..
لقد أثبتت كل هذه الأحداث أن الخيار لم يعد قائما بين :
الـمــــســّــــــــــــالمة..أم المــــــــــــــقاومة..؟؟
اتّــضح جليا ..أنّ المقاومة ..هي طريق..المســــالمة..
وللمقاومة رجالها..وللمسالمة تقنيــــوها..
للإنصاف ،فقد أحسنت الشقيقة "مــصر" حينما جمعت الأشقاء الفُرَقاء على طاولة الحوار قصد المصالحة ..لكن هذه المصالحة مسيّسة سياسة مُضاعفة..الحوار أراه ابتدأ من وسط الحكاية ،وليس من عمق منطلق أسباب الخلاف..وليس اختلاف..
والواجب البدء من نقطة /الصفر/..
إذْ أنّ هذه المصالحة أُسِّست على منطلقات معيشة في الواقع..والواجب أن تنطلق من صميم بحث هُويّة الأمة..
من نحن؟؟
ماذا نريد؟؟
ما الأنفع لقضيتنا ..التّمزّق أم التّوحّد ..وحسن توزيع الأدوار بالاتفاق العلني الذي لن يكرّر أخطاء الماضي في التشتيت؟؟
والأصعب هو السؤال الأول..ويجب طرحــه في كل الدوّل الإسلامية ..القضية عامة ،وليست خاصة بفلسطين..
الاتفاق التّام حول الإيديولوجيا التي يجب أن يخضع لها الجميع..ولن يحُلّ السياسيون المعضلة ..بل تختار مختلف الفصائل نُخبها المثقّفة الواعية جدا بأصول الشعب الفلسطيني ،ومُقوِّمات شخصيته..قصد الانطلاق الجماعي من صميم هُويّة الأمّـة التي تراعي الظروف العالمية المُحيطة بها..والعالم يشهد قدرة أبناء فلسطين العلمية على فكّ ألغاز أزمته بنفسه ـ وهو أصلا لايحتاج أمثالي يتحدثون عنه ـ ..
والحوار يكون داخليا فلسطينيا بحتا ..باقي الدول الإسلامية تنهج نهج :"عدم التّدخّل في شؤون فلسطين الدّاخلية"..
وقد ارتبط الأدب الفلسطيني ـ منذ بداية الأزمةـ بالمقاومة ..وتراوح في كلّيّته بين اليأس من الحاضر والـتأفّف من واقعه الأليم ،والأمل في بشائر تلوح في الأفق....ويجترّ الكلام بعضه ،ويستقطب متفجِّعون كثر من العالم ..وسنقضي حياتنا ننتظر ://سوبرمان //يقع من السّماء لينقضنا ..مع وجود أداة تنقله من الحلم ..إلى الواقع ..
هذه الأداة الثقافية هي النُّخَبُ الفلسطينية التي تُخَوِّلُ لها الأخلاق أن تبادر بالعملية ..فهي إبداع من لون الميدان ..والميدان نتاج فكرة تنبت سلوكا ..وتنشر أفعالها في الأرض ،بين أفراد المجتمع..
إنّ ثقافة المصالحة تبدأ من ..التّحاور بجدية صادقة حول سؤال :
من نحن؟؟
ليقع السؤال الإيديولوجي على عاتق المثقفين الفلسطينيين ..وهم يعدّون بألوف مؤلّفة..تشكل جسدا واحدا ..تبسط فكرها في الشارع ..تعيد صياغة الوعي حول الهُويّة..
يجب أن نُقِرّ في أنفسنا أنه توجد لدينا تعدد أيديولوجيات إسلامي ..علماني ..هذا ما وصل إليه الغرب من ابتكار في حق المسلمين: شقّ المجتمع الإسلامي ..شطرين ..متناقضين..متباغضين..متصارعيْنِ ..لايزيدون مجتمعهم إلاّ ضُعفا..ليستمرّ العدوّ في تمديد قوّته ..وبسط نفوذه..
ثم يتبعه الآخر..
ماذا نريد؟؟
إنه لامجال لتحقيق مطلب فلسطينيٍّ واحد أمام هذا الاحتقان الدّاخلي..
ولن تفلح انتفاضة ثالثة في غياب هذه الوحدة الشعبية التي تضحي من أجل الوطن الواحد..وتنصر قضية واحدة ..وتستقطب المساندة العالمية من ذوي الضمائر الحيّة..
وحدة الأمة الإسلامية ..والتفافها حول القضية الواحدة ..مرهون بوحدة كلّ الفصائل الفلسطينية..بمعنى إشراك الكل في الحــل لأزمة ..لقد طال تلاعب آل صهيون بها..
لاحلول ..في ظلّ التّمزّق..الإيديولوجي خاصّة..
وحــــدة الشّــعب الفلسطيني = التّناصــر ..الانتصار..النّـــــصر..
استرجاع مكانة الأمة الإسلامية قاطبــــة..
المفضلات