التأثير والتأثر بين الامم والشعوب قديم قدم البشرية فلم تعرف الحقب التاريخية انعزال الفكر الا ما كانت تفرضه العزلة البيئية في تصعيب المواصلات بين القارات وفي ازمنة محددة. فقد غامر سادة البحار العرب الأوائل منذ ما يزيد عن عشرة آلاف عام الى جهات الارض الاربع ونقلوا ما لديهم من فكر وثقافة وفن وعلوم وزراعة وصناعة وأخذوا ممن تاجرو معهم ما يمكن ان يثري ما عندهم . فقد وصلوا الى الهند واعطوهم الحرف العربي المربع الذي يزور اليوم تحت مسمى " اللغة العبرية" ووصلوا الصين حيث كونوا جالية عربية ربما اكثر من 120000 فرد قبل ان يفتك بهم امير صيني مجنون بالقومية والمصلحة والمؤامرة من قبل الاخرين، وكان البحر الابيض والاحمر بحيرتين عربيتين ، وعدَّنوا في بريطانيا التي اسموها بلاد التنك قبل ما يزيد عن 5000 عام. مع ملاحظة هامة من ان اي رحلة لم تنطلق من الغرب المعروف الان الى الشرق عبر العصور الغابرة، بل سجل التاريخ الهجرة العربية لبلاد الغرب.

ووصلوا الى ما عرف فيما بعد بامريكا قبل ان يصل اليها احد من المكتشفين الجغرافيين فيما بعد الذين كان مرشدهم الملاحون العرب .
ليس هذا تعداد للمناقب بل للاسهامات العربية للامم الغابرة واللاحقة ودورهم المعرفي حاملين اكثر مما ينقلون ، فقد تخصصوا في بيئتهم وافكارهم وعاداتهم وتقاليدهم ومعاملاتهم وان لم يكن لهم فنونا ولا أدابا ولا علما تطبيقيا كما كان مع العرب في فكرهم العروبي.