المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمان الخرشي
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الأعز سيدي (( عبد القادر بوميدونة ))
حفظك الله ورعاك
أبارك لك شهر رمضان الأبرك
أبدأ من العنوان : (( لأي جنس ينتمي هذا اللون من الأدب العربي ؟ )) بعيدا عما يحمله العنوان من إثارة ، واستفزاز للمتلقي ، والدعوة لتحكيم الذوق ، ومعايير مخصوصة لتجنيس النصوص الأدبية التي عاد يطرح تجنيسها الكثير من الإشكالات بعد الذي عرفته النصوص الأدبية من تهجين ، وقفز على المعايير المتحكم إليها في هذا الصدد أصرح غير هائب بأن عبقريتكم هنا تختبر نباهة المتلقي وحذقه ، بل وتدعوه إلى عدم الخروج عن الضوابط المعتمدة وهو يخط الكلمة ذات النكهة الأدبية !! . وكأني بك أخي تعلمنا أنه (( للكلمة قدسيتها )) و (( للمفاهيم تخومها وحدودها )) . وأن حدود اهتمامنا بالنصوص يجب أن لاتنتهي عند النظرة الجزئية إليها : أصوات / كلمات / عبارات / أساليب ... فقط ! .
إن ما كتبتموه أيها العزيز يحمل هويته التجنيسية في مستهله (( يوميات رجل عربي )) .. وفن كتابة اليوميات أوالمذكرات جنس أدبي يمكن اعتباره أصل كثير من فنون الكتابة الأدبية ؛ حيث تختلط فيه متابعة الكاتب لما يجري في الواقع ورصد علاقته بالتاريخ وبالجغرافيا وبالأدب والفن والسرد وأدب الرحلات .. وكل هذا يعكس لامحالة خلفيات الكاتب ، ومرجعياته ، وبيئاته المؤسسة لوجهة نظره وآرائه وآراء من يحيط به في الواقع الفكري والثقافي . . وأدب اليوميات - أيها العزيز - نوع من صيد الخاطر يرصد فكر وانفعالات وتفاعل الكاتب مع الحدث الذى قد يأخذه إلى مناطق من الذاكرة لم تكن فى الحسبان وقت وقوع الحدث الطارئ انسجاما مع مسافات زمنية ومكانية بعيدة أو قريبة تنقله عبر رحلته العمرية والخبراتية إلى عوالم تؤسس لنظرته إلى الحياة والكون والناس !!! .
ما خطته يمينك أعلاه أخي هو تدوين لما تركته الحياة في النفس في علاقتها بالمحيط ؛ وكأني بها أراها بعض (( سيرة ذاتية يومية )) في إطار ما يعرف بـ (( فن اليوميات )) وهو فن غير مستحدث ، و لا نمط أدبي خاص بشعب أو بثقافة ما دون غيرها. بل هو نمط أدبي ذو جذور تاريخية منتشر في كافة الثقافات ، و بين كافة الطبقات الاجتماعية.
إن وضعنا أمام هذه التجربة الإبداعية اليوم بقدر مافيه من التوعية ، ففيه الكثير من الدلالات الفنية ، والفكرية التي تربط بالجذور ، وبالهوية ، وبالغرائبية والتناقض بين القول والفعل ، وبالتوجيه الإيجابي في الأخير ؛ وذلك بمسحة تبكيتية نعرف براعة الكاتب الجزائري عبد القادر بوميدونة في حياكتها بلغة يبرع فيها قلمه السيال منذ زمان !!! .
بوركت أخي
***
.
إن هذا الرجل المغربي ..الرابض في خاصرة غرب الوطن العربي ..
إذا أظهرإمكاناته للعالم ليس بالشيء المستغرب ..
لأنه سليل أهل العلم والأدب ..
يبدوأن للرجل ضلعا أوجذرا أوعرقا بالنقد الأدبي ينبض ..
أوأن له إرثا كان ضائعا فاسترد واكتسب ..
إرثا تدحرجت خيراته من عصورازدهارفنون القول والنسب ..
أوأن له صلة رحم مع أبي الأسود الدؤلي..
أوبالخليل بن أحمد الفراهيدي ذائع الصيت في بحرالشعرالساكن والمضطرب ..
أوأن له يدا طولى مكنته من استجلاب أصول النقد دون لأي أونصب ..
أوأنه قد أمضى عمرا في البحث والدرس والتمحيص بسبب ..
إذا وضعت أمامه موضوعا في مجال اختصاصه يفرح ويطرب ..
فيعكف عليه مدققا أخطاءه.. محققا محتواه.. مصدقا نبأه.. مفسرا غموضه.. مؤيدا مذهبه.. وإن رأى - فمكذب.. -
هناك مواضيع.. تكاد أن تضيع ..لكونها لم تعثرعلى الضليع .,.فقدموها لمن يقدرويستطيع ..
إن الرجل الأستاذ الفذ الجهبذ :
عبدالرحمن الخرشي ..ابن المدينة الحمراء مراكش..إن قرأت نقدا له فأي قول في حقه ما يكفيشي..
ولن أزيد في حقه أي شيء.. لأن مستواه في النقد الأدبي بلغ عمق وذروة الشيء....
شكرا ..
المفضلات