السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى كلِّ مرَّة أقرأ لسيادتكم موضوعًا أو ردًّا على موضوعٍ، يزداد إعجابى بكم و يتعمَّق رأيى بنبلكم و سعيكم الجاد فى كلِّ دربٍ مِن دروب المعرفة و الحكمة. رأيتُكم، أستاذى، تكتبون فى التاريخ العربى (الأسبانىّ) الإسلامىّ، و تدافعون عن حقِّنا السليب و تحْيون قضيةً قد ماتت -- أو كادت -- لانشغالنا عنها. ثمّ رأيتُكم تكتبون فى اللغة العربية و علاقاتها المتوشجة مع اللغات الأخرى، و تذودون عن هُوِيَّتنا الثقافية. ثمّ رأيتُكم تكتبون فى فروعٍ معرفيَّةٍ متنوِّعة -- لا أقول مختلفةً -- دلالةً على سعة اطلاعكم و فيوضات علمكم -- زادكم الله علمًا و نفعنا سبحانه بكم.

و هأنتم الان تكتبون الشعر، فتجيدون كعادتكم، و توقظون فى قرَّائكم مشاعر العزَّة بعروبتنا و ماضينا التليد بعد ان نكأتم جراحنا الغائرة و فجَّرتم داخلنا ينابيع الأسى لحاضرنا.

إنَّ إنتاجكم، أستاذى و معلِّمى، يدور فى فلك كلِّ ما هو عربىٌّ أصيلٌ. فهنيئًا لأمتنا بعروبتكَ و هنيئًا لنا بجلوسنا بين أيديكم نتعلَّم و نستمتع.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته